وعود زائفة بخفض النهب والفساد.. غضب بغداد وبيروت يؤرق الحوثي في صنعاء

السياسية - Friday 01 November 2019 الساعة 02:00 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

وسط تنامي الاحتقان الشعبي واتساع دائرة الرفض لممارساتها الاستبدادية، لجأت ميليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن- إلى الإعلان عن إصلاحات شكلية لإيقاف حملات النهب والابتزاز التي يمارسها مسلحوها بحق المواطنين والتجار في مناطق سيطرتها.

ولا يمكن فصل هذا التكتيك الحوثي عن مخاوف الجماعة من انتفاضة شعبية، خاصة مع اندلاع احتجاجات شعبية رافضة لأدوات إيران في المنطقة العربية، انطلاقاً من العراق ولبنان.

ويوم الأربعاء أعلنت ميليشيا الحوثي، على لسان رئيس المجلس السياسي، التابع لها بصنعاء، مهدي المشاط، عن تدشين ما أسمتها حملة لمكافحة مظاهر الابتزاز والرشوة والاستغلال غير المشروع لاحتياجات المواطنين.

كما أعلن القيادي الحوثي عن "المضي قدماً في معركة مفتوحة مع الفساد المالي والإداري".

وقال "نحتاج الآن إلى تحرك إضافي لمواجهة الفساد الموجه إلى المواطن بشكل مباشر لحمايته من مظاهر الاستغلال".

ووجه المشاط كافة الجهات بالعمل على تفعيل إدارات خدمات الجمهور، وتخصيص أرقام للشكاوى تستقبل تظلمات كل مواطن يتعرض للابتزاز على أن يتم تركيب لافتة عند مدخل كل مؤسسة حكومية تقدم خدمات للمواطنين توضح الخدمات التي تقدمها والرسوم القانونية لكل خدمة والمدة الزمنية لإنجازها.

وتزامنت هذه الإجراءات مع حملات ميدانية تقوم بها ميليشيا الحوثي في عموم المدن والمناطق الريفية في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها لابتزاز المواطنين وفرض إتاوات وجبايات غير قانونية تحت مسمى دعم المجهود الحربي ودعم فعاليات إحياء المولد النبوي الشريف.

وتغطت شوارع المدن الواقعة تحت نفوذ الحوثيين باللون الأخضر في مظاهر احتفالية باذخة استنفدت عشرات المليارات من الريالات، تماشياً من الطقوس التي تتبناها حوزة قم في إيران، بينما ملايين اليمنيين تفتك بهم المجاعة ولا يجدون قوت يومهم جراء نهب الميليشيا لموارد الدولة وتسخيرها لاستثماراتها الخاصة ولتمويل حربها العبثية ضد اليمنيين والنظام الجمهوري.

وحولت الميليشيا الكهنوتية هذه المناسبة الدينية إلى مهرجان سياسي لتسويق أفكارها الضالة وبث سمومها المذهبية المنحرفة والمستوردة من حوزة قم الإيرانية، في محاولة لفرض بقاء سلطتها الانقلابية بذريعة الحق الإلهي للحكم المحصور لسلالة آل البيت والادعاء أن الكهنوت الإمامي الحوثي يعد امتداداً لهذه السلالة.

بيد أن فشل الميليشيا الشيعية الموالية لإيران في كل من لبنان والعراق، في مواجهة الانتفاضة الشعبية الواسعة ضد تلك الميليشيات والنفوذ الإيراني بشكل عام في البلدين، دفع الانقلابيين الحوثيين للبحث عن طوق نجاة من انتفاضة شعبية مرتقبة في مناطق سيطرتهم، ولم يجدوا من وسيلة سوى إطلاق وعود بإصلاحات قد تقيهم إلى حين، لكنها عندما تتبخر وتتواصل جرائمهم وممارساتهم التسلطية، قطعاً ستتفجر براكين الغضب الشعبي لتحرقهم بشرور أعمالهم وتعيد كهنتهم إلى كهوف صعدة.