فتيني يدفع حياته ثمناً للهرب من حصار مليشيات الحوثي للدريهمي

المخا تهامة - Friday 25 October 2019 الساعة 04:10 pm
الدريهمي/ المخا، نيوزيمن، حسين حيدر:

في عام 2018 عندما فرضت مليشيات الحوثي حصاراً على أهالي مدينة الدريهمي أدى إلى نفاد المؤن الغذائية التي كانوا يخزنونها، قررت عائلة علي فتيني الهرب من ذلك الجحيم، بدلاً من الموت جوعاً.

يقول إبراهيم علي فتيني، إن أسرته أقبلت على الهرب بعدما رأت أنه وسيلة النجاة الوحيدة من حصار مليشيات الحوثي، بعدما أوشكت المواد الغذائية التي كانت تحتفظ بها في دكانها الصغير على النفاد.

وفي صبيحة السادس والعشرين من شهر يونيو، خرجت الأسرة، المكونة من الأب والأم وابن وبنت، من منزلها وكان الأمر يبدو عادياً، إذ قطعت الأسرة عدة أمتار من محاذاة باب منزلها، دون أن تدرك أن مليشيات الحوثي ترقب كل شيء من بعيد.

يضيف إبراهيم، البالغ من العمر 27 عاماً، بحسرة، كنت ممسكاً بيد شقيقتي وكانت والدتي تمسك بيد والدي ومضينا مسرعين شوقاً للخلاص مما كنا نعاني منه، لكننا فجأة سمعنا أصوات أعيرة نارية أصابت إحداها والدي في ظهره ليسقط مضرجاً بدمائه على الأرض.

كانت أصوات الرصاص كثيفة، والمشهد مرعباً، فانطلقنا مسرعين تحت وابل من النيران، واعتقدنا حينها أننا لن ننجو مما نحن فيه من محنة، لكنه لا مناص لنا من ذلك، سوى الهرب تاركين والدي يغرق في دمائه دون أن نقدر على مساعدته.

غادرنا سريعاً وكتب لنا النجاة، رغم كثافة النيران التي لاحقتنا حتى وصلنا إلى أقرب نقطة للقوات المشتركة، شرق الدريهمي في منطقة تسمى الكوعي.

شكونا لهم ما تعرضنا له خلال رحلة هروبنا وقدموا لنا المساعدة مشكورين، كوننا خرجنا بثيابنا التي نرتديها، ووعدونا بإخراج جثة والدى وهو ما تم بالفعل بعد يومين من ذلك من خلال هجوم واسع على مواقع المليشيات.

بحسب إبراهيم، كانت عائلة فتيني تملك دكاناً صغيراً، يباع فيه بعض المواد الغذائية من دقيق وأرز وسكر وغيرها من الأشياء، وكانت حياة الأسرة حافلة بالسعادة ولم ينغصها سوى وصول مليشيات الحوثي إلى الدريهمي وتحويلها إلى ساحة للمعركة ومحاصرة الأهالي وقتلهم دون رحمة.