"الزعيم الصالح" صورة الإلهام الجمهوري للمقاومة المجتمعية في صنعاء

السياسية - Sunday 06 October 2019 الساعة 04:16 pm
نيوزيمن، كتب/ محمد عبدالرحمن:

في صنعاء لا يزال المجتمع متمسكاً بأدنى أدوات المقاومة وعدم الخضوع لدولة وتسلط الحوثي، على الرغم من خمس سنوات حرب وإذلال لم يستطع الحوثي تطويع المجتمع بكل الأساليب الترغيبية والترهيبية.

تفرض جماعة الحوثي أسلوباً ثقافياً صارماً ومشبعاً بكل الأدران الخرافية، وتعمل على تكريس هذا الأسلوب في العقل المجتمعي، مستخدمة المسجد والمدرسة والجامعة، ونظام الدورات الثقافية المشبعة بخطابات حسين وعبدالملك الحوثي، والنتيجة هو المزيد من التمسك الذي يبديه المجتمع في مقاومة الخرافة والصورة العصرية للعبودية المتأطرة في الولاية أو الخلافة.

المساجد ساحة لمعركة قوية ينتصر فيها المجتمع، وخاصة بعد تحويلها إلى أماكن لبث الفرقة والعنصرية والكراهية، حيث هجرها المجتمع وتركها خالية إلا من الخطيب الحوثي في يوم الجمعة وبندقه الذي يتمترس به في المنبر، وفي أحسن الأحوال ينتظر الناس إلى حين انتهاء الخطبة وإقامة الصلاة فيدخل البعض لأداء الصلاة والمغادرة فوراً.

الجديد في هذا النوع من المقاومة المجتمعية لدولة الحوثي في صنعاء، أن الناس بدأت تقاوم ما يسمى الصرخة الحوثية بصرخة هي أشد إيلاماً وعذاباً على مسامع وأفئدة الحوثيين من أكبر قياداتهم إلى أصغر العبيد فيهم.

ما إن يبدأ الحوثيون في المقايل أو الجلسات العامة بترديد صرختهم يسابقهم المجتمع بصوت أعلى بترديد شعار: بالروح بالدم نفديك يا يمن، هذا الشعار الذي اتخذه الناس وسيلة جديدة لمقاومة الحوثي وصرخته وإظهار مدى عدم القبول والرفض المجتمعي لهذا المشروع الإيراني الدخيل على اليمنيين.

الغضب والانفعالات التي يبديها الحوثيون من هذا الأسلوب في المقاومة الذي أزعجهم شاهدناه في مقاطع فيديوهات كثيرة، رأينا الناس في المساجد وهي تقاوم وتهتف، والطلاب والمدرسين في المدارس وهي تقاوم وتزعج الحوثيين مما يضطرهم للمغادرة فوراً والسخط المخزي يعلو جباههم المحنية نحو الأرض وأعين الناس تتخطفهم.

المجتمع في صنعاء وباقي مناطق سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية يحاول أن لا يتكيف مع المشروع والفكر الإيراني، وكان يعتبر في فترة تحالف حزب المؤتمر مع هذه الجماعة الإرهابية هو نتيجة لظروف مرحلية أجبرت الحزب على التحالف، لكنه مؤمن بأن مقاومة وكسر الحوثي هي من الأهداف الأولى للحفاظ على الجمهورية والمجتمع بأقل الأضرار.

لقد كان الزعيم الصالح هو القائد الذي تهفو إليه قلوب الناس وأحلامهم، وهو المنقذ الوحيد وسط كل هذا الخراب، وهو القائد الذي رفض مغادرة صنعاء مما زاد من ثقة المجتمع به وبقدرته ودهائه السياسي الذي عُرف به في تخليصه من الحوثي وإستعادة الحياة، لكن المشيئة والقدر كان يقف ضد المجتمع واستشهد الزعيم الصالح بعد انتفاضة ديسمبر في وجه الكهنوتيين.

وبعد استشهاد الصالح ظل غياب القادة الملهمين يؤرق المجتمع الذي زاد من تمسكه بالمقاومة والرفض مع وجود التماهي من البعض واستسلامه للحوثي والتسليم له بالحياة والموت، وهذا التماهي نتيجة طبيعية لعدم وجود القائد الثوري الذي يستند إليه الناس حتى وإن كان خارج حدودهم، ولعدم ثقة المجتمع بالشرعية الإخوانية التي تقطن الرياض وتتفنن في خذلان الناس دون أي رادع وطني أو أخلاقي.

اليوم برز العميد طارق الذي يقود المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" جيش من اليمنيين يحظون بثقة المجتمع، هذا الجيش المقاوم أعاد الأمل للمجتمع وأعاد الروح الجمهورية لأغلبية الناس في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، ولا يزال المجتمع متمسكاً بالمقاومة الناعمة والأمل القوي الذي سيحققه حراس الجمهورية.

لكن.. السؤال الذي يحير عقل المجتمع وتفكيره، لماذا تقف جماعة الإخوان المسيطرة على الشرعية موقف عداء مع أي مقاومة للمجتمع ضد جماعة الحوثي، ولماذا تعيق أي تقدم للقوات المشتركة لتحرير الحديدة وما جاورها؟؟ ربما البعض يعرف الإجابة والحقيقة التي اكتشفوها بعد أن استمر الإخوان في استغبائهم واستغلالهم طيلة العقود الماضية، وعندما شعروا بأنياب الإخوان تشترك مع أنياب الحوثي في بقر بطونهم رأوا الصورة الإجرامية للجماعات الدينية المتطرفة.