اتصال فتح باباً لعزله: من يستمع لمكالمات ترامب وكيف يجري التحضير لها؟

السياسية - Sunday 29 September 2019 الساعة 10:37 am
نيوزيمن، متابعات:

أثارت المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي مع نظيره الأوكراني وسربت تفاصيلها، تساؤلات عدد من المتابعين بشأن الأشخاص المخول لهم الاستماع لهذا النوع من الاتصالات السرية، وكيف يجري التحضير لها مسبقا.

ويوجد دونالد ترامب في قلب فضيحة سياسية، حيث يواجه اتهامات بممارسة ضغوط على فولوديمير زيلينسكي، خلال مكالمة بينهما، للإساءة إلى منافسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، جو بايدن.

وتفجرت هذه القضية بعد شكوى قدمها رجل يعمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، يوم 12 أغسطس، تم كشف مضمونها هذا الأسبوع.

ويقول الرجل، الذي لم تكشف بعد هويته، إنه لم يكن شاهدا مباشرا على المحادثة الهاتفية بين الرئيسين الأميركي والأوكراني، وإنما علم بها "في إطار العلاقات المنتظمة بين وكالات الاستخبارات".

وفي أعقاب هذه التطورات، طرح متابعون علامات استفهام بشأن مدى سرية المكالمات التي يجريها ترامب مع زعماء ومسؤولي الدول، إلى حانب التحضيرات التي تسبقها.

فقبل إجراء أي مكالمة مع قائد أجنبي، يتم الترتيب لـ"جلسات إحاطة" يشارك فيها مسؤولون من مناصب مختلفة، وذلك بهدف إطلاع الرئيس على كل التفاصيل التي تخص موضوع المكالمة.

ومنذ وصوله إلى كرسي الرئاسة، يستعين ترامب بمسؤولين من مناصب مختلفة وبخبرات متفاوتة، لإحاطته بالمستجدات "على عجل" وقبل فترة قصيرة من إجراء المكالمة.

من يستمع لمكالمات ترامب؟

وقال موقع "يو إس إيه توداي" الأميركي إن التقاليد في البيت الأبيض تقضي بجلوس مسؤولين من مجلس الأمن القومي إلى جانب الرئيس خلال إجرائه أي مكالمة هاتفية.

وتابع "هناك على الأقل عضوان من مجلس الأمن القومي يكونان دائما حاضرين إلى جانب الرئيس"، مضيفا "كما يوجد في غرفة مجاورة داخل البيت الأبيض مسؤولون آخرون تسند لهم مهمة الاستماع للاتصالات وتدوين الملاحظات". وتُعرف ملاحظاتهم بأنها "مذكرة محادثة هاتفية".

وفي حالة زيلينسكي، تقول الشكوى إن 10 أشخاص كانوا يستمعون لاتصاله مع الرئيس الأميركي.

ويتم كذلك الاستعانة بأجهزة الكمبيوتر لتحويل مكالمات الرئيس مع القادة الأجانب إلى "نص كتابي"، حسب ما أوضح مسؤولون سابقون في "المكتب البيضاوي".

وأشاروا إلى أنه بعد نهاية المكالمة، يتم إجراء مقارنة بين الملاحظات التي دونها المسؤولون والنص الذي سجله الكمبيوتر، قبل دمجها في وثيقة واحدة.

تصنيف المكالمات السرية

يقرر المسؤولون، الذين يعملون في مكتب السكرتير التنفيذي لمجلس الأمن القومي، مستوى تصنيف "الوثيقة" التي تحتوي على تفاصيل المكالمة.

ففي حال كان النص المكتوب يشمل معلومات يمكن أن تعرض الأمن القومي أو حياة الأفراد للخطر، يتم تصنيف "الوثيقة" على أنها "سرية للغاية"، ليجري بعد ذلك حفظها في مكان آمن.

ماذا تعني "وثيقة سرية للغاية"؟

تعني أن الوثيقة لا يمكن أن يطلع عليها كل المسؤولين الحكوميين، وفق موقع "يو إس إيه توداي".

وأوضح المصدر أن إصدار هذا التصنيف يعني أن فقط الأفراد الذين يتمتعون بأعلى مستوى من التصريح الأمني، يمكنهم رؤية ومراجعة الوثيقة، وفي الغالب أولئك المقربون من الرئيس.

هل يواجه ترامب خطر العزل؟

بمقتضى الدستور يمكن عزل الرئيس إما "للخيانة أو تقاضي الرشوة أو لارتكاب أي جريمة كبرى أخرى أو جنحة".

إلا أن عملية العزل هذه تتطلب مسارا طويلا، يبدأ بتوجيه اتهامات للرئيس، ثم إطلاق "بنود المساءلة"، قبل إجراء محاكمة لتحديد ما إذا كان الرئيس مذنبا أم لا.

وفي مثل هذه المحاكمة يقوم أعضاء مجلس النواب بدور الادعاء وأعضاء مجلس الشيوخ بدور المحلفين، على أن يرأس جلسات المحاكمة كبير القضاة في المحكمة العليا الأميركية.

ويمتلك النواب الديمقراطيون حجة قوية لمساءلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذا تمكنوا من إثبات أنه "أساء استخدام سلطته"، وهي التهمة التي يمكن أن توجه له وفقا لآراء خبراء قانونيين.

وحسب تقرير لوكالة "رويترز"، فإن مفتاح مساءلة ترامب سيكون "إساءة استخدام السلطة"، وليس "ارتكاب جريمة"، بعدما طلب من نظيره الأوكراني "التحقيق" في أمر خصم سياسي أميركي.

وحث ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على التحقيق مع جو بايدن الذي يتصدر السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة المقبلة، وذلك وفقا لملخص مكالمة هاتفية أجراها معه ترامب ونشرها البيت الأبيض مؤخرا.

ويقول مراقبون إن العقبة الوحيدة أمام المضي قدما في عزل الرئيس هي في توزيع المقاعد داخل مجلس الشيوخ، حيث يحتل الجمهوريون 53 مقعدا مقابل 45 للديمقراطيين، بالإضافة إلى عضوين مستقلين يصوتان في العادة مع الديمقراطيين.

وتتطلب إدانة الرئيس وعزله موافقة 67 عضوا، ولذا فإن عزل ترامب من منصبه في حالة المساءلة يستلزم موافقة 20 عضوا جمهوريا، إضافة إلى جميع الأعضاء الديمقراطيين والعضوين المستقلين.

وكان البيت الأبيض نشر مسودة نسخة من محادثة ترامب مع زيلينسكي في 25 يوليو، الخميس، تظهر محاولة ترامب الضغط على أوكرانيا "للتحقيق مع" منافسه بايدن. وتحول هذا الاتصال إلى لب التحقيق لإقالة الرئيس.

ويقول معارضو ترامب، إن الرئيس الأميركي مارس ضغوطا على نظيره الأوكراني حتى يفتح تحقيقا بشأن "فساد" محتمل لنجل جو بايدن، المرشح الديمقراطي البارز لانتخابات الرئاسة في عام 2020.

وكان هانتر بايدن الابن الثاني للسناتور جو بايدن، قد عمل لحساب مجموعة غاز أوكرانية ابتداء من عام 2014، عندما كان والده نائبا للرئيس باراك أوباما.

وشكلت هذه الشركة هدف تحقيق مدع عام أوكراني كانت واشنطن ترغب في إقالته بسبب سجله السيئ في مكافحة الفساد.