سبتمبر في زمن الحوثي.. احتفال بتجريع المواطنين

متفرقات - Saturday 21 September 2019 الساعة 06:26 pm

نفذّت مليشيا الحوثي، صباح السبت 21 سبتمبر 2019م، عمليات مداهمات واسعة لآلاف المحال التجارية في أسواق وشوارع العاصمة صنعاء، فرضت خلالها إتاوات مالية غير قانونية تحت عنوان المشاركة في ما تعتقده احتفاءً بمناسبة 21 سبتمبر 2014م، ذكرى انقلاب المليشيا على السلطة واقتحام ونهب مؤسسات الدولة في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت قبضتها.

وشوهدت دوريات مسلحة وسيارات نقل متوسطة الحجم، تجوب عدداً من شوارع صنعاء مستهدفة المجمعات التجارية ومبيعات المواد الغذائية والمياه. وقال ملّاك محال تجارية صغيرة في مديرية معين غربي صنعاء، إن مليشيا الحوثي -الذراع الايرانية في اليمن- فرضت عليهم خلال اليومين الماضيين جبايات مالية إضافية بذريعة المناسبة تتراوح ما بين 10- 20 آلاف ريال.

وقال سليم عبدالغني، العامل في محل بيع مواد غذائية، حينما تعذر عليه دفع المبلغ كاملا صباح اليوم، نهب مسلحون 5 صناديق مياه معدنية كانت معروضة للبيع في دكّانه الذي لا تغطي أرباحه المحدودة نفقات أسرته وإيجار المنزل.

واشتكى عاملون في مجال بيع (القات) بصنعاء تلقيهم إشعارات بدفع مبالغ مالية للتحضير والإعداد للمناسبة، وقال هادي الريمي، بائع خضروات وفواكه، في سوق مركزي بصنعاء، إن مشرف مليشيات الحوثي في المنطقة طالب منهم المشاركة في الفعالية بدفع مبالغ مالية ودعم "المجهود الحربي".

ويسعى عدد من عقال الحارات ومسئولي السلطة المحلية لجمع مواد عينية ومبالغ مالية من المواطنين والتجار والشركات الإنتاجية وصغار الباعة تحت ذريعة تجهيز قافلة غذائية للجبهات.

وقبيل مناسبتها هذه افتعلت مليشيا الحوثي كعادتها أزمة جديدة في مواد المشتقات النفطية، حيث أغلقت محطات تعبئة المشتقات النفطية أبوابها، فيما انتعشت مجددا السوق السوداء التي يتحكم بها نافذون يعملون لصالح قيادات في مليشيا الحوثي.

لا تتجلّى احتفالات مليشيا الحوثي بذكرى 21 سبتمبر، بالجرعة السعرية الجديدة في سوق المشتقات النفطية، ولا الاتاوات المالية الإضافية فقط، فقد سخّرت كل ممتلكات الدولة للحشد والتجييش للفعالية وجمع التبرعات وصخب المحاضرات والخطابات الكلامية التي باتت موضع سخرية واستخفاف المواطنين.

وزراء ومسئولون (مفترضون) وعلى درجة علمية عالية وخبرات قانونية وإدارية، يتسابقون على إعلان تهانيهم لقيادات مليشيا الحوثي بهذه المناسبة، المناسبة التي أدخلتهم صنعاء بحجّة إسقاط جرعة سعرية في قيمة الدّبة البنزين قدرها (500) ريال لا أكثر، (قيمة الدبة البنزين 20 لتراً 4000 ريال حينها)، في حين ارتفع هذا الرقم في السوق الرسمية (المنعدمة) إلى 7300 ريال، وتجاوز الـ15 ألف ريال في السوق السوداء المنتعشة.