أجواء الترقب تسود الشارع المصري قبيل انقضاء مهلة الجيش

أجواء الترقب تسود الشارع المصري قبيل انقضاء مهلة الجيش

السياسية - Wednesday 03 July 2013 الساعة 07:59 pm

رويترز سادت أجواء الترقب والتوتر الشارع المصري مع اقتراب انتهاء مهلة حددتها القيادة العامة للقوات المسلحة لاتفاق مختلف الأطراف على سبيل للخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد. وقال الجيش في بيان بعنوان الساعات الاخيرة "أشرف لنا ان نموت من أن يروع او يهدد الشعب المصري ونقسم بالله أن نفتدي مصر وشعبها بدمائنا ضد كل إرهابي او متطرف او جاهل" وذلك بعد أن رفض الرئيس محمد مرسي ترك منصبه الذي فاز به عن طريق صناديق الاقتراع. وقبيل انقضاء المهلة التي حددها الجيش لاتفاق مرسي والمعارضة على مخرج من الازمة وإلا فرض من جانبه خارطة طريق قال مساعد للرئيس إن الرئيس يفضل أن يموت "كالأشجار واقفا" دفاعا عن الشرعية التي منحته منصبه عن أن يلومه التاريخ لأنه ضيع آمال المصريين في الديمقراطية. وقال أيمن علي مساعد الرئيس في تصريحات لرويترز "لا أعتقد أن موقف الرئيس في التمسك بشرعية النظام كان دفاعا عن كرسي الرئاسة.. بل هو دفاع عن النظام الديمقراطي." وفي خطاب حماسي ألقاه مرسي في ساعة متأخرة الليلة الماضية قال إنه رئيس منتخب ديمقراطيا وسيبقى في منصبه حفاظا على الشرعية الدستورية وأضاف "تمن الحفاظ عليها (الشرعية) حياتي." وقال معارضون إن الخطاب يظهر أنه "فقد صوابه". وذكرت مصادر أمنية إن قوات ومركبات عسكرية تؤمن مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري. وأضافت أن الموظفين الذين لا يعملون في برامج تبث على الهواء مباشرة غادروا المبنى. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان أعضاء النقابة العامة للعاملين بمجلس الوزراء أعلنوا دخولهم في إضراب مفتوح واعتصام داخل فناء مجلس الوزراء ردا على خطاب الرئيس الليلة الماضية وللإعلان عن رفضهم سفك دماء المصريين والتضامن مع مطالب المتظاهرين برحيل مرسي. وقال سيد أبو بيه رئيس نقابة العاملين بمجلس الوزراء "إن المعتصمين لن يسمحوا لرئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل والدكتور صفوت عبد الدايم الأمين العام لمجلس الوزراء بدخول مقر المجلس مؤكدين أنهم تحت أمر ما وصفوه بالموجة الثانية للثورة". وقال جهاد الحداد المتحدث الرسمي باسم جماعة الاخوان المسلمين إن أنصار الرئيس مستعدون للاستشهاد دفاعا عنه. وقال الحداد لرويترز في اعتصام الإسلاميين بحي مدينة نصر بالقاهرة الذي يضم الكثير من المنشآت العسكرية ويقع بالقرب من قصر الرئاسة "لا نستطيع أن نفعل شيئا سوى أن نقف بين الدبابات والرئيس." وأضاف "لن نسمح بأن تنتهك الآلة العسكرية إرادة الشعب المصري مرة اخرى." وقالت صحيفة الاهرام المصرية إن من المتوقع أن يتنحى مرسي أو يطاح به وإن الجيش سيشكل مجلسا رئاسيا من ثلاثة اعضاء يقوده رئيس المحكمة الدستورية. وقال مصدر عسكري إنه يتوقع أن يدعو الجيش اولا شخصيات سياسية واجتماعية واقتصادية ونشطاء شبان الى محادثات بشأن مسودة خارطة الطريق التي وضعها لمستقبل البلاد. وقال مصدران سياسيان إن المعارض الليبرالي محمد البرادعي اجتمع مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية يوم الأربعاء قبل ساعات من انتهاء مهلة الجيش. لكن مصدرا عسكريا نفى صحة النبأ. وقالت مصادر عسكرية وحزبية إن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين رفض دعوة للاجتماع مع السيسي. وقال وليد الحداد القيادي بالحزب لرويترز "احنا ما نروحش دعوة مع حد. احنا لنا رئيس وبس." وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي على حسابه على تويتر يوم الأربعاء إنه ليست هناك مواعيد محددة لاصدار أي بيانات. وأضاف "تؤكد القيادة العامة للقوات المسلحة على عدم اعلانها لمواعيد محددة لاصدار أية بيانات أو خطابات... وسوف يتم الاعلان عن ذلك في حينه." واحتفت حشود من المتظاهرين في ميدان التحرير بالجيش مساء الثلاثاء باعتباره منقذ الديمقراطية التي فازوا بها منذ عامين حين أطاحت انتفاضة بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011. لكن انصار مرسي نددوا بتدخل الجيش معتبرينه "انقلابا". وقتل 16 شخصا على الاقل اغلبهم من مؤيدي الرئيس وأصيب نحو 200 حين فتح مسلحون النار على متظاهرين مؤيدين لمرسي امام جامعة القاهرة. واتهمت جماعة الاخوان الشرطة بإطلاق النار. وقالت وزارة الداخلية إنها تحقق في الأمر. آ  وقالت وزارة الداخلية على صفحتها على فيسبوك "اننا في هذه الظروف الدقيقة من عمر الوطن نؤكد لكم بكل عزم وإصرار وقوف ابنائكم من رجال الشرطة الأوفياء الى جانبكم لحمايتكم... جنبا الى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة." من جهة اخرى اصدرت الجماعة الإسلامية وحزبها السياسي البناء والتنمية بيانا دعت فيه أنصارها الى التزام السلمية وقالت إنها تبذل قصارى جهدها لتقريب وجهات النظر بين الرئيس والقوات المسلحة. وأضافت "انتقال السلطة يجب أن يتم من خلال آليات دستورية وتجاوز الازمة الحالية يحتاج الى مزيد من الوقت كي تستطيع الاحزاب والقوى السياسية الوصول لاتفاق كامل للخروج من الأزمة بما في ذلك وضع خارطة طريق." وساد الهدوء وسط القاهرة نهارا. وأغلقت عدة متاجر وكانت حركة المرور خفيفة على غير المعتاد. واغلق مؤشر البورصة منخفضا 0.3 في المئة بسبب مخاوف من أعمال العنف. وهبط الجنيه المصري امام الدولار وأغلقت البنوك فروعها مبكرا قبل انقضاء المهلة. وكانت مصادر عسكرية قد ذكرت لرويترز في وقت سابق أن الجيش وضع مسودة خطة تتضمن تهميش مرسي وتعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشورى الذي يهيمن عليه الإسلاميون بعد انقضاء المهلة في الخامسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش). ودعا حزب الدستور الذي يقوده البرادعي الجيش الى التدخل لإنقاذ أرواح المصريين قائلا إن كلمة مرسي تظهر أنه "فقد صوابه" وحرض على هدر دماء المصريين. ورشحت جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم أحزابا ليبرالية ويسارية وعلمانية وحركة "تمرد" التي تقود الاحتجاجات البرادعي للتفاوض مع قادة الجيش بشأن مرحلة الانتقال بعد مرسي. وقالت المصادر العسكرية إنه سيتم تشكيل مجلس انتقالي بالتنسيق مع الزعماء السياسيين لحين تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية جديدة. ولم تذكر المصادر الخطوة التي يعتزم الرئيس اتخاذها ورفض مكتبه الإفصاح عن مكانه. وفي الخطاب الذي استغرق 45 دقيقة سلم مرسي بأنه ارتكب أخطاء وقال إنه مازال مستعدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات البرلمانية وإجراء تعديلات دستورية يتفق عليها برلمان جديد. لكنه لم يطرح أي مبادرة جديدة ورفض الدعوات المطالبة بتنحيه عن منصبه وقال إنمن واجبه الحفاظ على "الشرعية" وهي الكلمة التي تكررت في خطابه عشرات المرات. واتهم مرسي فلول النظام السابق في عهد مبارك وعددا من الاسر الثرية التي قال إنها كانت من أعمدة الفساد بالسعي لاستعادة الامتيازات التي فقدتها بقيام الثورة ودفع البلاد إلى نفق مظلم. وسارع زعماء المعارضة الذين رفضوا الحوار مع مرسي للتنديد بموقفه الذي قالوا إنه يحرض على إراقة الدماء. وقال حزب الدستور في بيان "نطالب الجيش بحماية أرواح المصريين بعد ان فقد مرسي صوابه وحرض على هدر دماء المصريين." ودعت حركة تمرد التي قادت مساعي عزل مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة الحرس الجمهوري إلى اعتقال مرسي على الفور وتقديمه للمحاكمة. وطالب محمود بدر مؤسس الحركة بتدخل الجيش لمنع سفك دماءالمصريين ووصف مرسي بأنه دكتاتور. أصدر المثقفون والفنانون المعتصمون في وزارة الثقافة بيانا دعوا فيه الجيش والشرطة "للتحفظ الفوري على محمد مرسي وجماعته حماية لشعب مصر العظيم بعد دعوته للفتنة وخروجه السافر على إرادة الشعب صاحب السيادة والقرار الذي نزل إلى ميادين مصر كلها ليعلن للعالم أجمع مطلبه بإزاحة هذا النظام الفاشي