بعد لقاء المرشد بعبدالسلام.. الحوثي والعمالة لإيران من التستر الى العلن

السياسية - Thursday 15 August 2019 الساعة 07:14 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

عقب أيام قليلة على ظهور القيادي الحوثي حسين العزي الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية في الحكومة المسيطر عليها من قبل مليشيات الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن بتغريدة على صفحته في تويتر يهدد فيها بقطع يد إيران إن هي امتدت إلى اليمن ظهر ناطق المليشيات الحوثية بوفد مرافق له في زيارة علنية إلى إيران خصص لها الإعلام الإيراني تغطية خاصة واحتفى بها بشكل غير مسبوق.

مصادر مقربة من مليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء تحدثت لنيوزيمن عن أن تغريدة القيادي حسين العزي الذي يشغل منصب مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة قوبلت بانتقاد شديد وواسع من قبل القيادات الحوثية الآخرى وانزعاج واضح من قبل الخبراء الإيرانيون المتواجدون في اليمن وأيضا من قيادات حزب الله اللبناني في بيروت والتي اعتبرت تلك التغريدة محاولة للقفز على حقيقة تبعية وعمالة المليشيات الحوثية لإيران مذهبيا وفكريا وثقافيا وعسكريا واعتبارها ذراع طهران في اليمن وهو الامر الذي وقف خلف المسارعة بترتيب زيارة الوفد الحوثي الى طهران والاحتفاء به إعلاميا.

ووفق المصادر فإن قيادات حزب الله اللبناني نصحت قيادات مليشيات الحوثي بضرورة أن توجه رسالة من زعيم المليشيات إلى المرشد الأعلى في إيران تظهر له التبعية والولاء متكفلة بالترتيب والتنسيق بان يحظى وفد الحوثي بلقاء مع المرشد خامنىء وهو الامر الذي تم بالفعل .

الحوثي والعمالة لإيران ...ارتزاق بالعلن

وتؤكد المصادر أن تغريدة القيادي الحوثي حسين العزي التي حاول فيها نفي عمالة المليشيات الحوثية لإيران واظهارها بمظهر الحركة المستقلة في قراراها اسهمت في المسارعة في اضطرار قيادات الحركة لإظهار ولائها وتبعيتها لإيران بعد تلقيها توبيخا قويا من قيادات حزب الله من جهة ومن قيادات في المخابرات الايرانية من جهة اخرى.

ووفقا للمصادر فإن عمالة المليشيات الحوثية لإيران انتقلت من مرحلة التستر إلى مرحلة العلن بعد أن أعلن ناطق المليشيات الحوثية محمد عبد السلام مبايعة مرشد ايران مذهبيا باعتبار ولايته إمتداد لولاية علي ابن أبي طالب وبذلك الشكل الذي أظهر حركة الحوثي مجرد ذراع ايرانية في اليمن كماهو حزب الله في لبنان والحشد الشعبي الشيعي في العراق.

وتعد إيران هي الممول الرئيس للمليشيات الحوثية حيث تقدم للأخيرة الدعم المادي والعسكري والفني والاستشاري ويتولى الناطق باسم الحركة محمد عبدالسلام مسؤولية ادارة ملف التنسيق مع طهران بشكل كامل حيث يعد هو المهندس لعمليات التنسيق والتواصل وتلقي الدعم.

وتقول المصادر أن المليشيات الحوثية حرصت على إظهار ولائها المطلق لإيران عبر رسالة من زعيمها عبدالملك الحوثي موجهة للمرشد الأعلى في إيران وبشكل يؤكد الارتباط والولاء المذهبي وليس الندية في العلاقات التي تدعيها المليشيات في خطابها الاعلامي حيث غابت القيادة الرسمية للمليشيات والتي يمثلها رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط والحكومة التي تسيطر عليها المليشيات عن الزيارة تماما والتي تمت دون عملهم .

ايران واظهار تبعية الحوثي لها

وخلافا للمزاعم الحوثية عن عدم تبعية الحركة لإيران وانها حليف لها حرصت طهران على استثمار زيارة الوفد الحوثي سياسيا واعلاميا بشكل يظهر تبعية الحوثيين لها وكونها ذراع اخرى من اذرعها في المنطقة.

ورفضت طهران مرارا الاعتراف بحكومة المليشيات بشكل رسمي ولاتزال تتعامل معهم بإعتبارهم مجرد حركة مليشياوية وذراع لها وسبق أن رفضت طلبا قدمه الناطق باسم الحركة محمد عبدالسلام للاعتراف بسطلة المليشيات في العام 2016 أثناء زيارة لطهران عقب انتهاء مفاوضات الكويت وتشكيل المجلس السياسي حيث كان رد إيران حينها انها دولة عضو في الامم المتحدة ولا يمكن ان تعترف بسلطة لا تعترف بها الامم المتحدة والمجتمع الدولي.

وعمدت طهران إلى استبعاد الأسلوب الرسمي في تعاطيها مع الزيارة الحوثية حيث تعاطى الاعلام الايراني معها بكونها زيارة لوفد من حركة أنصار الله لطهران وهو ما يعكس حرص طهران على اظهار تبعية المليشيات لها.

وفيما تسمي مليشيات الحوثي زعيمها بـ(قائد الثورة الشعبية) وصفه الإعلام الإيراني بقائد حركة انصار الله وهو وصف يقدم دليلا واضحا على أن طهران تتعامل مع المليشيا باعتبارها مجرد ذراع لها في المنطقة وليس اكثر من ذلك.

وسبق ان اطلق زعماء دين إيرانيون على الحوثيون لقب شيعة الشوارع وهي صفة تعكس احتقارا ونظرة دونية من قبل الإيرانيين للمليشيات الحوثية.

وظهر جليا ان غياب أي رسالة من المشاط الذي يشغل منصب رئيس المجلس السياسي الذي تسيطر عليه المليشيات للرئيس الايراني حسن روحاني دليل اخر على ان طهران تتعامل مع الحوثيين كمرتزقة وليس كسلطة معترف بها او ند كما يزعم قادة المليشيات.

وقوبلت الزيارة التي قام بها وفد المليشيات بانتقادات واسعة اجمعت على انها قدمت دليلا جديدا على ان الحوثي ليس اكثر من مجرد مرتزق تابع لايران وانه غارق في مستنقع العمالة التي يتهم بها الاخرين وهو الامر الذي اربك قيادات المليشيات في صنعاء حيث حاول القيادي في المليشيا محمد علي الحوثي اظهار ان الزيارة سياسية من خلال تغريدة بانها جاءات للاطلاع على التفاهمات الايرانية الاماراتية ثم ما لبث ان نشر تغريديتين اخريين يدعو فيهما وفد حركته الى مطالبة ايران بتقديم مساعدات لليمن بدفع مرتبات الموظفين وهو ما فسرته المصادر بانه مجرد ذر للرماد على العيون بعد ان اظهر تعاطي طهران مع زيارة الوفد الحوثي ان الاخير ليس اكثر من مجرد تابع ومرتزق وعميل شانه في ذلك شان حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي .

واجمع المحللون ان طهران سعت لاستثمار زيارة الوفد الحوثي لإرسال رسائل لدول المنطقة وللعالم بان مليشيات الحوثي ذراع لها على الحدود السعودية وعلى منطقة باب المندب وسواحل البحر الاحمر وان بإمكانها استخدام هذه الذراع في تهديد امن المنطقة والملاحة الدولية خصوصا في حال تصاعد التوتر بينها وبين دول الاقليم والولايات المتحدة في منطقة مضيق هرمز .