نبيل الصوفي يكتب: عدن.. إعادة الاعتبار ومواجهة انفصال الحوثي
السياسية - Saturday 10 August 2019 الساعة 10:55 pm
ليس في عدن وحدة ولا انفصال..
ليس لأن الانتقالي يقول إنه ملتزم للتحالف بالقبول بشرعية رئاسة هادي.. ولكن عن من ستنفصل أصلاً؟
هي عاصمة الجنوب، والوحدة هي بين طرفين أو أكثر، أما الآن فالطرف الآخر، وهو صنعاء، مخطوف بيد الحوثي..
عدن فقط تطهرت من ألوية الكيد الرئاسي..
Read also :
فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيينإن عادت صنعاء ستتفق حينها هي وعدن بما سيكون، كطرفين ندين إما شركاء أو جيراناً أو خصوماً.. وإن لم تعد، فعدن عاصمة لدولة والسلام..
أما الآن صنعاء انفصلت عن اليمن والمنطقة كلها.
وإن تطورت الأمور، فصنعاء هي السبب..
التفتوا لصنعاء وحرِّروها إن فعلاً تهتمون باليمن.
مشاعر الحزن الوحدوي على ما يحدث في عدن وهمية.
يتحدثون عن انفصال من وحدة لم يعد لها دولة من 2014.
الوحدة الوحيدة الموجودة هي التوحد لاستعادة صنعاء، وهذا ما انتصرت عدن له اليوم..
احتفوا بإغلاق ملف العبث المسلح في عدن، ورفض معارك تحرير المحرر..
اليوم بداية جديدة للحرب ضد الحوثي.
إلغاء الوجود العسكري الكيدي في عدن، سيحررنا في الشمال.
ألوية الكيد الرئاسي، تحولت ثكنة شبيهة بالتوجيه المعنوي للجيش الوطني في مأرب، ومهمتهم جميعاً الاستمرار في ضخ كل عوامل الصراع والشقاق في طول اليمن وعرضه.
توافرت لليمن فرصة ذهبية تظاهرت فيها عدن تضامناً مع صنعاء في 2011، لتجديد روح الوحدة المغدورة، غير أن أطراف صنعاء عادوا لذات لغتهم بعد 94 وقالوا للجنوب بكله "لا نراك"..
هرب الجميع إلى عدن ممن كانوا يقولون عنه "التحالف الحوفاشي"، ووقف معهم الجنوب، وتهيأت فرصة أخرى لكي يصبح المشروع المقاوم للحوثي هو القيادة أو الشريك على الأقل الذي يجتمع عليه الجنوب مع الشمال، بل ودخلت دول إقليمية صديقة للشمال والجنوب معاً كالإمارات العربية المتحدة إلى جانب الجار الضرورة في الرياض، ومثَّل كل ذلك فرصة لبناء تاريخ جديد لليمن والمنطقة.
وبكل قصور نظر، أو تعمد مشين، أو بسبب الفساد أو أياً كانت الأسباب، وجدت عدن نفسها معاقبة بما لم تتوقع، بل ومعاقبة من جهة ومن ذات الجهة مطالبة بتحمل عبء كبير، تستقبل النازحين وتُتهم بالعنصرية بنفس الخطاب، تبقى بلا خدمات ثم تطالب بالإيرادات، وبدل من أن تتحول نقطة تحالف وطني قومي أصبح دعم الإمارات لمأرب قومية ولعدن احتلالاً..
وكل المواجع والمفاسد غطوها بعلم دولة الوحدة، وكل يوم يقولون لعدن إنَّ الوحدة لم تعد وحدة 90 بل هي ستار لكل فعل معادٍ لها..
وكلما هدأت مشاعر عدن ضد خصومها أيقظوها بفعل أو قول.. وتستروا برداء الوحدة.. وهو رداء كاذب لا يختلف عن رداء الحوثي، فالوحدويون لا يقبلون أحداً معهم، لا عفاش ولا الجنوب ولا السلفيين.. وحدتهم لا تسعهم إلاً هم كإخوان وحلفاء الكيد والفساد والترهل..
امتلأت عدن بالمواجع، وقررت قوتها الرئيسية، التي تحمل عبء المهام الأمنية، أن تغسل عن مدينتها وسخ الكيد كله دفعة واحدة..
تغسلها لتحمي تحالفها القومي الذي صار هدفاً لشرعية الكيد..
تغسلها لتحمي أمنها وقياداتها ومواطنيها.
تغسلها لتوقف "الكيد" الذي لا يتوقف عن الإساءة لها.
تغسلها لتتفرغ لدعم كل مقاتل ضد الحوثي وتحت قيادة التحالف العربي..
تغسلها لنتفرغ نحن الذين ضاع وطننا لاستعادة عاصمة دولته المخطوفة..
فقوى الكيد هذه تأخذ منا وقتاً وجهداً، وتبقينا في انشغال دائم ومعارك لا تنتهي..
تحررت عدن، كي تتحرر صنعاء، وبعدها يناقش الناس مشاريع الدولة أو الدول التي تحقق أحلامهم، وتخلق التعايش بينهم..
مبارك لنا يا عدن..
باستعادة عدن نفسها من الدولة التي عادت عمران إلى أحضانها في 2014م.
عدن اليوم موحدة القرار الأمني، على الأقل دعوها تكون كما ادعى إخوان سالم في تعز والحوثي في صنعاء.. دعوا عدن تكون نظيرتكم يا حوثيين ويا إخوان..
أنتم لكم سيطرتكم، لكنكم تستكثرون على عدن أن تطالب بالسيطرة الأمنية وطرد كل قوة تبيعها للأزمات والفوضى الأمنية.
وهي بادلتكم المعركة وانتصرت..
ولن يبقى فيها صوت يعادي توجهها كعاصمة للجنوب ومأوى لكل يمني معركته شمالاً..