"الغارديان" تعرّي استغلال إردوغان لمذبحة نيوزيلندا: المتشبث بصورة الضحية

متفرقات - Thursday 21 March 2019 الساعة 10:17 am
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

شنت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها ليوم الأربعاء، هجوماً غير مسبوق على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، على خلفية استغلاله لمذبحة المسجدين في نيوزيلندا، واتهمته بإذكاء النعرة القومية.

وجاءت افتتاحيتها بعنوان "التشبث بصورة الضحية... استغلال الرئيس التركي لمذبحة كرايست تشيرتش".

وتقول الصحيفة إن "محاولة الساسة استمالة الجماهير ليس أمرا غريبا، ولكن استخدام زعيم دولة قوية وعضو في حلف شمال الأطلسي منصات الدعاية الانتخابية لاستغلال هجوم إرهابي في بلد غربي صديق، وما يبدو كما لو كان تحريضا على العنف ضد مواطني هذا البلد، قد يكون أمرا غير مسبوق، ولكن هذا ما يقوم به الرئيس التركي رجب طيب إردوغان منذ هجوم كرايست تشيرش الإرهابي يوم الجمعة الماضي".

ولفتت الغارديان إلى أنه ومنذ الهجوم صاحبت خطب إردوغان في الحملة الانتخابية مشاهد من فيديو هجوم كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، بينما تسعى السلطات والحكومات في شتى أرجاء العالم إلى محوها من على الإنترنت.

وتضيف الصحيفة أنه يبدو أن نية إردوغان من وراء عرض الفيديو كانت إقناع جمهوره بأن الغرب يعادي المسلمين، بل إنه بدا كما لو كان يلمح إلى أن الحكومات الغربية قد تكون مسؤولة عن الهجوم، وأن "وسائل الإعلام الغربية" أعدت بيان المهاجم برنتون تارانت.

وتقول الصحيفة، إن تعليقات إردوغان تمثل إساءة لشعب ما زال حزينا على فقد 50 من مواطنيه ويمثل إساءة لأسر الضحايا. كما أن كلماته قد تؤدي إلى هجمات ضد النيوزلنديين وغيرهم من الغربيين من قبل هؤلاء الذين قد يصدقون ما قاله.

وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، إن وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء وينستون بيترز سيسافر إلى تركيا للرد على تصريحات أدلى بها الرئيس رجب طيب اردوغان بعد مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا في هجوم على مسجدين في كرايستشيرش.

في الوقت نفسه قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، إنه استدعى السفير التركي وطالب بحذف تصريحات أردوغان من وسائل الإعلام التركية الرسمية.

وقال موريسون للصحفيين في كانبيرا "سأنتظر لأرى رد الفعل من الحكومة التركية قبل اتخاذ المزيد من الخطوات، لكنني أخبركم أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة". وأضاف ان أستراليا تدرس تحذير مواطنيها، الذين يعتزمون زيارة تركيا، من السفر.

وترى الغارديان أن إردوغان يواجه تحديات داخلية كبرى، حيث أدى سوء الإدارة ومحاباة الأصدقاء والمقربين إلى إخفاق "المعجزة الاقتصادية" التركية. كما أن البلاد تعاني من ارتفاع كبير في معدلات البطالة والتضخم.

وتضيف الصحيفة أنه بدلا من مواجهة هذه التحديات لجأ إردوغان إلى إذكاء النعرة القومية. ومن بين الأخطار المتصورة هو ما يقول إردوغان إنه "دور الغرب في تخريب تركيا". وتقول الصحيفة إن ما أصبح واضحا هو أنه كلما زادت التحديات "شيطن" إردوغان الغرب.