التنظيم الناصري: الحشد الشعبي يتخذ من الجيش غطاءً لخطيئته

السياسية - Thursday 21 March 2019 الساعة 09:08 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

قال القيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري مجيب المقطري، لنيوزيمن، إن قرارات اللجنة الأمنية، التي ترأسها المحافظ نبيل شمسان، مهمة وملحّة لمعالجة كل الاختلالات التي عانت منها تعز وما زالت.

وأضاف، إن مهمتنا كقوى سياسية هي إسناد السلطة المحلية لوضع الحلول المناسبة، وسبق وأن طرحنا للقوى السياسية  المؤيدة للشرعية في تعز مشروع رؤية دار حولها حوار، ثم وقعت ببرنامج مرحلي مزمّن سُلم للمحافظ السابق د. أمين محمود، بعض ما تضمنه ذلك تصحيح عملية دمج المقاومة بالجيش، غير أن البعض عرقل الاتفاق بافتعال خلافات مع المحافظ السابق بهدف إعاقة البرنامج المرحلي الذي كرس أغلب معالجاته للجانب العسكري والأمني.

وأوضح المقطري، أنه لم يحصل أي تقدم في هذا الملف الهام، والذي اعتبره سبباً رئيسياً للمعاناة والفوضى التي تعيشها تعز، مشيراً إلى أنه لم يتم تصحيح الأخطاء والاختلالات التي رافقت تشكيل القوات الأمنية والعسكرية، ولم يتح المجال أمام الآخرين لإصلاح تلك الاختلالات.

وقال، إن "القوى التي عرقلت تنفيذ الاتفاق، و"بدلاً من المراجعة، وبذل الجهود الصادقة مع الآخرين" لمعالجة هذه المشكلات، "تمادت في تحويل الخطأ إلى خطيئة"، وذلك بإعلان "إنشاء الحشد الشعبي في جُنح الليل"، مشيراً إلى أنها "قامت –خلسة– بتشكيل وتدريب هذه القوات"، متخذة من "ألوية الجيش التي تخضع لنفوذها غطاءً لهذه الخطيئة"، حد وصفه.

وتساءل المقطري عن احتمالات وجود أثر للعقل والمنطق في هذه الممارسات، وقيامها بتشكيل وتدريب هذه العناصر وتسليحها، في الوقت الذي لم تقم هذه القيادات بدورها في "تأهيل وتدريب عناصر المقاومة الشعبية الذين تم دمجهم في الجيش الوطني" ولم يتلقوا أي تدريبات منذ بداية الحرب، وحتى بعد دمجهم في وحدات الجيش.

وعبر المقطري عن استغرابه من المبررات التي يسوقها البعض لإنشاء "الحشد الشعبي"، موضحاً أن "الجيش الوطني لا يعاني من نقص، بحسب كشوف الأجور"، مشيراً إلى أن تعداد المرقمين في محور تعز "يزيد عن 45 ألف فرد"، وهو عدد كافٍ، معتبراً أنه لا توجد حاجة "لحشد حزبي أو شعبي إذا تم تصحيح ما تم إفساده"، وذلك بتحقيق الانضباط العسكري وفتح "معسكرات لتدريب أفراد الألوية من عناصر المقاومة" والذين "تم إلحاقهم في الجيش دون تدريب"، حسب قوله.

وحول الملف الأمني قال المقطري، إن هناك تصاعداً في مستوى الانفلات الأمني، معتبراً أن المحافظ السابق كان قد وجه الحملة الأمنية بتسليم النقاط الأمنية التي تسيطر عليها الألوية العسكرية لقوات الشرطة العسكرية والقوات الخاصة، وهو ما تم، "غير أنه تم تسليم نقطة الهنجر مؤخراً للواء 17 مشاه بأوامر قيادة المحور"، مشيراً إلى أنه وفي المواجهات الأخيرة التي نشبت أمس "اعتلى اللواء الخامس حرس رئاسي قلعة القاهرة بعد طرد أفراد القوت الخاصة المكلفين بالسيطرة على القلعة".

وتساءل المقطري "لمصلحة من تعود المحافظة إلى الفوضى العارمة.."، مشيراً إلى أنه لا يعتقد "أن من يسعى لذلك يكترث لمعاناة المواطنين الذين أرهقتهم الحرب والخيبات في من تخلى عن مسؤولياتهم الوطنية".

وتطرق المقطري إلى ما أسماه "التجنيد والإحلال بالخفاء"، مشيراً إلى أن هناك تجنيداً بالخفاء، وإحلالاً لأفراد كجنود بديلاً عن الأفراد السابقين، وبأعداد كبيرة نسبياً، وذلك في القطاع الأمني والعسكري، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تعاني من الأساس استبعاد العناصر الكفؤة والمتمرسة من الجنود السابقين، في ظل تسيد الأفراد الجدد من غير المدربين، ومن تم ضمهم خلال فترة الحرب للمشهد الأمني، وهو ما يتسبب بهذه الاختلالات الأمنية الكبيرة، فكيف سيكون الحال مع تجاهل أو استبعاد المتبقين من أفراد الأمن لحساب أفراد جدد ممن تنعدم لديهم الثقافة الأمنية والانضباط العسكري.

وأشار إلى أنهم في التنظيم الناصري قد طرحوا هذه القضايا من سابق وهي اليوم مطروحه أمام الأخ محافظ المحافظة،  بما فيها الإجراءات القانونية والنظامية في التجنيد والإحلال، مشيراً إلى أن أبناء المحافظة يعولون على المحافظ شمسان في بسط الأمن والاستقرار وتصحيح الاختلالات في الجانب الأمني والمدني و"استئصال منابع العبث والفساد كأقل واجب يقدمه لأبناء المحافظة الذين تحملوا المعاناة وكانوا وما زالوا الحاضن الحقيقي والصلب للشرعية".

وأضاف: "نثق بالأخ المحافظ نبيل شمسان لمواصلة المهمة واستكمال مسيرة استعادة مؤسسات الدولة وتطبيع الحياة"، مشيراً إلى "ظهور بوادر ذلك في قرارات اللجنة الأمنية التي يترأسها"، معتبراً أنه وبتطبيق تلك القرارات على أرض الواقع "ستعالج المشكلة التي تعاني منها المحافظة"، وهي أيضاً بحاجة إلى التفاف شعبي حول هذه القرارات كي ترى النور.