أم الشهيد حيدرة في حديثها لنيوزيمن : استشهد ثاني أيام عيد الفطر

متفرقات - Thursday 21 March 2019 الساعة 07:51 am
عدن، نيوزيمن، عبيرعبدالله:

يحتفل العالم العربي في الـ21 من شهر مارس من كل عام بعيد الأم، تقديراً لعطائها وتضحياتها.. وهل توجد أمٌ أكثر تضحية وعطاءً من أُم الشهيد التي أرسلت ابنها إلى ميادين القتال من أجل الدفاع عن تراب الوطن؟!

في هذا اليوم أحببنا أن يكون لقاؤنا مع إحدى الأمهات ممن استشهد أحد أبنائها في الحرب الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن في العام 2015 بعد غزوها من قبل جماعة الحوثي، حيث استقبلتنا في منزلها السيدة/ هائلة أحمد علي مساعد، والدة الشهيد محمد علي محمد حيدرة.. أجرينا معها الحوار التالي:

*كيف انضم محمد إلى المقاومة في مدينة عدن؟
- ولدي محمد كان معيداً في كلية الهندسة قسم المكنيكا، وعندما اندلعت الحرب، وغزت جماعة الحوثي مدينة عدن، اشتعلت في قلب ابني الغيرة على مدينته، مثله مثل كل شباب المدينة، وخرج للدفاع عن أرضه ومدينته وأسرته، وانضم لشباب المقاومة.

*هل كنتِ حاولت أن تثنيه عن الخروج والمشاركة في المعارك، من منطلق خوفك عليه؟
- أبداً.. لقد كنت دائماً أقول له وفقك الله يا ولدي، ولقد كان دائماً يخبرني ويطلب مني الإذن قبل الخروج في أية مهمة أو أثناء انتقاله من منطقة إلى أخرى.

*هل بالإمكان أن تحدثينا عن الإصابة التي تعرض لها محمد قبل استشهاده بشهرين؟
- أصيب ولدي بطلق ناري في ذراعه في شهر مايو من عام 2015 أثناء المعارك الدائرة في صوامع الغلال في المعلا، وتلقى علاجه في مستشفى باصهيب.. لكن الأطباء لم يتمكنوا من استخراج الرصاصة من ذراعه، كون الرصاصة كانت غير مستقرة ظلت تتحرك، وأيضاً لنقص المواد الطبية في تلك الفترة.

*كيف استشهد؟
- في ثاني أيام عيد الفطر، الموافق 19 يوليو 2015، وبعد أن صلى العصر خرج من المنزل بهدف الالتحاق ببقية شباب المقاومة من أجل استكمال عمليات التمشيط في مدينة المعلا بعد تحريرها.. وعندما وصل إلى البوابة الرئيسية للمنزل أصيب بطلق ناري في رأسه مباشرة من قبل أحد عناصر الحوثة المتبقية والتي كانت تختبئ في الجبال.

*كيف تلقيتم خبر وفاته؟
- كنا قد انتقلنا جميعاً إلى محافظة الضالع، وأخذنا معنا ولديه، علي وصلاح، وبقي محمد وزوجته في عدن، وبعد استشهاده تلقى والده اتصالاً من أحد أصدقاء محمد أخبره بما حدث.. بعدها رأيت زوجي يبكي ويصرخ: (قتلو ابني.. قتلو ابني). وبقيت زوجة محمد في المنزل لوحدها وتعرضت لإصابات بشظايا في رجليها في نفس يوم استشهاد محمد، ثم جاء أحد أصدقاء محمد وأخرجها من المنزل، وبعدها أخرجوا جثة محمد بواسطة إحدى المدرعات، وتم نقل جثمانه إلى المنصورة، وتكفل خاله وزوجته بأمور الدفن، وتم دفنه في البريقة.

*ما الذي كان يخبرك به محمد عن المعارك؟
- لم يكن يشتكي أمامي أبداً، حتى لا يخيفني، بينما كان يتحدث دائماً لزوجته وإخواته.

*ما الذي تفتقدينه في محمد؟
- كان سندي في الحياة، وكلما احتجت شيئاً كنت ألجأ إليه، كان هو من يهتم بأشقائه، ويتابع أمور دراستهم. كان عندي إحساس دائم بأني سوف أفقده.. كان مقداماً، خلوقاً، سيرته حسنة عند كل الناس، صديق للجميع الصغير قبل الكبير، شخصيته قوية جداً، لكنه كان ذا قلب رحيم، يساعد الجميع ومتحمل للمسئولية..

*حال أسرته بعد استشهاده ومن المتكفل برعاية أولاده؟
- محمد لديه ثلاثة أولاد: علي (10 سنوات)، صلاح (9 سنوات) وحنان (3 سنوات)، عندما استشهد كانت زوجته ما زالت حاملاً بطفلته.
والد محمد هو المتكفل بكل احتياجات زوجته وأولاده، وهم يقيمون معنا في منزل الأسرة.