طيران اليمنية.. كيف أصبح انتظار الطائرة أطول من رحلة السفر؟

متفرقات - Monday 18 March 2019 الساعة 08:15 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

كان يسمى "أسطول" اليمنية، وكانت الشركة من أهم الروافد القومية، وتشكل إيراداتها دخلاً مهماً لخزانة الدولة، بيد أنه لم يعد كذلك الآن، وإن قال أحدهم إنه "ما يزال أسطولاً" فاعرف أن هذه تهمة لا أكثر.

خلال 8 سنوات تراجع أسطول اليمنية إلى 3 طائرات تقريباً، باستثناء التي تم شراؤها مؤخراً والتي كانت تعمل في الخطوط الجوية التونسية، إلى جانب طائرة الرئاسة التي لا تعمل هي الأخرى إلا في إطار محدود.

عامان على توقف حركة طيران اليمنية من وإلى مطار صنعاء، فطائرة الوسيط الأممي بين الأطراف المتصارعة؛ وحدها من تهبط وتقلع من مدارج المطار باستثناء بعض طائرات الإغاثة، مع وجود شكوك حيال استخدامهن من قبل الحوثيين لأغراض حربية، وهذا ما أكدته بعض التقارير المحلية والأجنبية.

توقفت اليمنية ومعها توقفت الورشة الفنية أو ورشة الصيانة التابعة للمطار والمشهود لها بالكفاءة والعمل، مع استمرار الحوثيين في السيطرة على المطار وتجييره لصالح تحركاتهم العسكرية في الغالب.

كانت هناك محركات عملاقة خردة تابعة لشركة الطيران، تم بيعها من قبل ميليشيا الحوثي بدون مزاد.. تم التخلص من أشياء كثيرة كانت تخص النظام السابق، بل تم التخلص من النظام بأكمله، ليصبح الحال كما هو عليه اليوم..!

كل هذا جزء من حياة بأكملها تشتت وتوقفت تدريجياً، منذ سيطرت مليشيا الحوثي على صنعاء وباقي المدن، ومن لحظتها أضحت مواعيد اليمنية مفتوحة، فعلى سبيل المثال يمكن للمسافر الحضور قبل الرحلة بوقت يصل إلى 7 ساعات، هذا في حال العودة من الخارج وتحديداً من مطار القاهرة الدولي، وساعتين إلى 3 في حال المغادرة من المطارات الداخلية.

ويقول لـ"نيوزيمن" مسافر يمني: "حضرت مطار القاهرة الساعة الحادية عشرة ليلاً وغادرت الخامسة من صباح اليوم التالي، وهذا لا يوجد في أي طيران في العالم غير اليمنية، ومع ذلك الحمد لله أنه ما زال لدينا طائرة تطير حتى وإن كان الانتظار أطول من رحلة السفر".

وفي السابق كان حضور المسافر للمطار، يتم قبل انطلاق الرحلة بساعة، تجنباً للتأخير بسبب زحمة القاهرة، ثم أصبحت ساعتين، ثم من أربع إلى ثلاث إلى 7 ساعات انتظار.

يقول أحمد، وهو مواطن يمني في القاهرة، "نحضر في الموعد الذي يحدده مكتب اليمنية هنا في القاهرة حتى نتجنب المساءلة والمشاكل، لأنه في حال تأخرت يتم بيع مقعدك لأحد آخر مقابل مائة إلى مائتي دولار على الأقل بحسب علمي، فهناك مسافرون يكونون بحاجة للمقاعد، إلى جانب أنك تتعرض لغرامة التأخير وقد لا تستطيع السفر في أقرب رحلة إذا غادرت رحلتك.

لليمنية في القاهرة مكتبان يقومان بتقديم الخدمة للعملاء على أكمل وجه، ولا علاقة لهما بضبط مواعيد الإقلاع والهبوط، فكل ذلك متروك لحركة الطائرات والوضع الأمني.

العودة "مخاطرة"

كثير من اليمنيين يصلون القاهرة ويقررون البقاء فيها لفترة طويلة حتى تفرج الأمور، فقط مجرد التشبث بالأمل لا أكثر، رغم أن المعطيات على الأرض تقول غير ذلك، لذا يضطر الكثير منهم وتحت وطأة الحاجة؛ عمل توكيل عن طريق مكتب اليمنية لاستعادة مبالغ تذاكر الإياب.

أما العودة عن طريق مطار صنعاء الدولي فقد صارت أشبه بحلم، وهي لحظة لا يبدو أنها ستحدث في ظل السيطرة الكاملة لمليشيا الحوثي على كل المرافق والمنشآت الحيوية والهامة.