أهالي ضحايا الإرهاب في حضرموت: 30 حضرمياً لا يزالون في سجون القاعدة

المخا تهامة - Wednesday 27 February 2019 الساعة 07:36 pm
حضرموت، نيوزيمن، خاص:

لا تزال الدكتورة أبها باعويضان تجهل مصير زوجها الذي اختطفه التنظيم، منذ أيام حكم القاعدة لحضرموت، حيث اُعتُقل مع شقيقها الذي بقي معتقَلاً لأشهر قبل إطلاق سراحه في آخر يوم قبل هروب القاعدة من المكلا ومدن المحافظة.

الدكتورة أبها تحدثت، عصر الأربعاء 27 فبراير 2019م، في الندوة المجتمعية لشهداء وضحايا الإرهاب نظمتها اللجنة المجتمعية في حضرموت، التي شكّلها أهالي ضحايا الإرهاب، قائلة: "تعيش الكثير من الأسر المعاناة لاستشهاد أحد أبنائها أو اختفائه، ولا يوجد بيت في حضرموت إلا وتربطه صلة قرابة مباشرة أو غير مباشرة بأحد ضحايا الإرهاب، ويعيش المنغصات؛ نتيجة عام نتذكّر كل تفاصيله بألم".

وأضافت: "ما زال بعض أبناء حضرموت بيد الإرهاب، وقد غادر القاعدة المكلا ومعه 30 فرداً من أبناء حضرموت المختطفين، ويتواصل معي الكثير من الأهالي يقولون لا ندري، نشكو لمن..؟ وأنا شخصيا لم أترك باباً لم أطرقه، ولم أجد زوجي المفقود حتى اللحظة".

وقالت الدكتورة أبها باعويضان: "لقد فوجئت عندما جاء الرد من الأمين العام للأمم المتحدة عند سؤالي عن المفقودين، أنه لا يعلم أن هنالك مفقودين مع القاعدة.. حينها أخبرته أن مسارات السلام لا يمكن أن تتم وما زال هنالك مختطفون بيد الإرهابيين".

وواصلت الدكتورة باعويضان حديثها: يوم يكبر ابني ويسألني "فين بابا" وأنا لا أعلم ماذا أقول وبماذا أجيب، هل سيعود أو لن نراه مجدداً.. وإنني عندما أسمع عن ضربات وقصف يستهدف أوكار القاعدة أقول الله يستر لا يكون معاهم، وقلبي يؤلمني من الخوف.

ويحكي هادي سعيد الجابري، شقيق الشهيد منير الجابري، خسارته الكبيرة بفقدانه أخيه وخاله وابن خاله قائلاً: "لقد قتلهم القاعدة جميعاً، وطالتهم أيادي الغدر ورصاصات الخيانة..

وقال، إن الحديث عن شهداء مدينة غيل باوزير يدمي القلب، فقد فقدت الغيل خيرة أبنائها خلال سيطرة القاعدة على المدينة، واستشهد في تلك الفترة على يد عناصر الإجرام علماء وشيوخ ومثقفون وناشطون وقيادات، ولم يسلم أحد من شر الإرهاب.

عصام باوزير شقيق الشهيد حكيم، هو الآخر روى آخر لحظاته مع شقيقه قبل وبعد استشهاده يوم 27 رمضان، حيث فقدت حضرموت الكثير من أبنائها بسبب عمل إرهابي جبان سيبقى في ذاكرة الجميع.

ويقول باوزير: كنت في ذلك اليوم في المعسكر في الشحر بعيداً عن أحداث المكلا، وإذا بهاتفي يرن وكان شقيقي هو المتصل أبلغني أنهم محاصَرون ويتعرضون لإطلاق نار من كل جهة، وبعدها كانت أسرتي تتواصل معي لتطمئن عليه فهو في المكلا وجندي في معسكر فوه، ولم أكن أعلم أن هذه ستكون آخر مكالمة لي معه.

ويضيف: وبعد ذلك ذهبت إلى مستشفى ابن سيناء في المكلا ووجدت الكثير من الجثث، وكان الكل يبحث عن ابنه وأخيه وقريبه بين الجثث.. في مشهد مؤثر، والحمد لله وجدت أخي بين أولئك الشهداء، وتقبلت الموقف بإيمان وشجاعة، وكان أصعب موقف لي في تلك اللحظة هو إبلاغ أبي وأمي وأسرتي التي كانت تنتظر الخبر ونحن فخورون أن دماءه الطاهرة سالت لتروي تراب الوطن، واستشهد فداءً لحضرموت".

وتحدثت والدة الشهيدة منار صالح سعيد بنبرة حزن عن واقعة استشهاد أصغر بناتها قائلة: "كنا نقدم الإفطار لإخواننا الجنود في شهر رمضان المبارك.. وأتذكر ذلك اليوم الأليم الذي كان فيه استشهاد طفلتي منار في تاريخ 27 رمضان إثر انفجار قرب "الجسر الصيني" الذي سمي باسمها بعد تلك الواقعة، ونحن دائماً نفتقدها وندعو لها.

واستعرض الناشط السياسي عمر باجردانة تفاصيل اعتقاله من قبل تنظيم القاعدة أثناء سيطرة التنظيم على مدينة المكلا وساحل حضرموت قائلاً: "كان كل يوم يمر علينا ونحن أحياء بمثابة عمر جديد وكنا نرى الموت بأعيننا جراء التعذيب والمعاملة السيئة والأساليب القذرة التي نتجرعها كل يوم، وكانت فترة احتلالهم للمكلا كابوساً دام سنة و22 يوماً، لن تُمحى من ذاكرتي ما حييت.

وأضاف: ...وخروج القاعدة من المكلا لا يعني انتهاء الحرب معها، ويجب أن تكون المواجهة في شقين: مواجهة عسكرية، ومواجهة فكرية، لأنه إرهاب فكري أساساً، إذ كانوا يعتقدون بأنهم مكلفون من السماء ووكلاء حصريون لله وللدين وما زالت بعض المنابر تغذي الكراهية والتطرف والاختلاف بين أبناء المجتمع.

ودعا باجردانة المواطنين إلى التعاون مع الجهات الأمنية بحيث يكون المواطن عين الجيش والأمن ويبلغ عن أي اشتباه.

وقال أحمد الحيد من شعبة الشهداء والجرحى بالمنطقة العسكرية الثانية، إن أبناء حضرموت دفعوا ثمن التحرُّر من الإرهاب باهظاً بعد أن كانت حضرموت طيلة السنوات الماضية ضحية جهات لا تريد لها الخير، وتكبدت الخسائر الفادحة من اغتيالات لقياداتها، وكان التحرير على أيدي النخبة الحضرمية.

وأكد أن الإرهاب ما زال يتربص بالأمن الذي تعيشه مدن الساحل.. وآخر محاولاته استهداف مركز الأمن بمدينة الشحر.