الداخلية: تورط إيراني - سوري في إدارة شبكات تهريب المخدرات إلى الحوثي
السياسية - منذ ساعتان و 38 دقيقة
عدن، نيوزيمن:
يبرز تصريح وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان كإشارة واضحة على أن مكافحة شبكات التهريب والإرهاب امتدت إلى ما وراء الحدود التقليدية، لتصل إلى صلب التحالفات الإقليمية والدولية التي تسعى إلى النفوذ داخل اليمن.
وأعلن الوزير حيدان أن الأجهزة الأمنية اليمنية نجحت في ضبط عناصر من حزب الله اللبناني، وسوريين وإيرانيين، ضالعين في أنشطة تهريب المخدّرات ودعم ميليشيا الحوثي. مشيراً إلى أن هذه العناصر تعمل ضمن شبكات تهريب انتقلت إلى اليمن بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.
وقال في تصريحات نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" إن "الأجهزة الأمنية ألقت القبض في مطار عدن الدولي على عنصرين؛ أحدهما من حزب الله والآخر سوري"، موضحاً أن ذلك جاء عقب تعطّل رحلات مطار صنعاء نتيجة القصف، وحاول المتهمان الدخول عبر عدن على أنهم سياح. وأضاف أن المتهمين لا يزالان قيد الاحتجاز في عدن.
وفي سياق موازٍ، أوضح الوزير أن محكمة يمنية أصدرت حكماً بإعدام ستة إيرانيين متهمين بتهريب أطنان من المخدّرات، بعد إدانتهم بالمشاركة في عمليات واسعة تمول الميليشيا الحوثية. وتهمّه إيران بأنها، بعد سقوط بعض أذرعها التقليدية في المنطقة، ركّزت جهودها على اليمن عبر نقل خبراء عسكريين ومصانع للمخدّرات والطائرات المسيّرة.
وفي حديثه، وصف الوزير الشراكة بين اليمن والمملكة بأنها "نموذج متميّز للتعاون الأمني المثمر". لفت إلى أن التنسيق الأمني بين البلدين حقّق نجاحات كبيرة، من بينها عملية مشتركة في محافظة المهرة أسفرت عن القبض على خلية تابعة لـداعش. كما أشار إلى أن التعاون المعلوماتي مع الأجهزة السعودية كان عاملاً حاسماً في إحباط عمليات تهريب المخدّرات وضبط كميات كبيرة منها، إلى جانب برامج تدريب وتأهيل لملاك المنافذ البرية والبحرية والجوية في اليمن.
وذكر الوزير أن الأجهزة الأمنية نجحت في تفكيك عددٍ من الخلايا الحوثية الإرهابية التي كانت تنشط في المحافظات المحرّرة، تعمل على تجنيد الشباب لإرسالهم إلى معسكرات تدريب في مناطق سيطرة الجماعة. وأضاف أن آخر عملية نوعية في عدن أسفرت عن ضبط نحو 70 شخصاً جرى تجنيدهم من قبل الحوثيين، بينما ضبطت خلية أخرى في حضرموت تضم 16 عنصراً كانوا في طريقهم إلى مناطق الانقلابيين.
أما بالنسبة لتهريب المخدّرات، فبيّن الوزير أن التهريب البحري يشكّل تحدياً كبيراً نظراً لمحدودية إمكانات خفر السواحل، لكن الوزارة عوّضت ذلك بالاستعانة بالصّيادين كمصادر معلومات ميدانية، الأمر الذي ساهم في الحملة الأخيرة في باب المندب–رأس العارة بقيادة العميد حمدي شكري وجهاز مكافحة المخدّرات. وكشف أن "سفينة إيرانية" ضبطت قبل أسبوع بالتعاون مع البحرية الباكستانية وخفر السواحل اليمني، تحمل شحنة ضخمة من المخدّرات، مؤكّداً أن إيران تموّل أنشطتها وأذرعها عبر تجارة المخدّرات، وتسعى لتوسيع هذا النشاط عبر الأراضي والمياه اليمنية.
وحول وضع ميليشيا الحوثي، قال الوزير إن "الجماعة في أضعف حالاتها"، مشيراً إلى أن العمليات الأخيرة التي طالت قيادات مدنية وعسكرية واعترفت بها الجماعة شكّلت ضربة قوية وحسّاسة وأدّت إلى شرخ وانشقاق في الصف الداخليّ. وأضاف أن بقاء الجماعة متماسكة ظاهرياً لا يعود إلى قوتها بقدر ما يعود إلى مصالح بعض الدول التي تُريد استمرار المشهد على ما هو عليه، محذّراً من يراهنون على الحوثي باعتباره سنداً، بأن "الغرق لن يكون له حد".
>
