حملات حصار واعتقالات في عمران والبيضاء بذريعة "ملاحقة مطلوبين"
الحوثي تحت المجهر - منذ ساعتان و 17 دقيقة
فرضت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران خلال اليومين الماضيين حصارين منفصلين على قرى في محافظتي عمران والبيضاء، عقب احتجاجات واستنكار شعبي واسع من الأهالي ضد ممارسات وجرائم قياداتها، في تصعيد يؤكد نهج الميليشيا القمعي في مواجهة أي مظاهر للرفض الشعبي أو المطالبة بالعدالة.
وقالت مصادر محلية في محافظة عمران إن ميليشيا الحوثي فرضت منذ مساء الجمعة حصارًا خانقًا على قرية المزرب في منطقة بني عرجلة بمديرية صوير، مستخدمة عدداً من الأطقم والعربات العسكرية بقيادة القيادي الحوثي وائل أبوحلفة، المعين مديرًا لأمن مديرية خمر.
وبحسب المصادر، اندلعت الأزمة عقب خلاف بين أبوحلفة وعدد من الأهالي أثناء حفل زفاف أحد أقاربه، حيث عبّر المواطنون عن استيائهم من مظاهر البذخ والإسراف في العرس، لتتحول الواقعة إلى ذريعة لحملة انتقامية ضد السكان.
واتهم القيادي الحوثي بعض أبناء القرية بإطلاق النار ليلًا على موقع الزفاف، ليستخدم ذلك مبررًا لفرض حصار ومداهمة منازل، وسط حالة من الذعر والخوف بين الأهالي، خصوصًا مع تكرار الحوادث المشابهة في مديرية صوير، التي شهدت خلال الأشهر الماضية اشتباكات متقطعة بين الميليشيات والقبائل بسبب الانتهاكات المتواصلة بحق السكان.
وفي محافظة البيضاء، فرضت ميليشيا الحوثي حصارًا مشددًا على قرية ذي مخشب بعزلة الناصفة في مديرية الزاهر، عقب مقتل أحد عناصرها وإصابة آخرين في اشتباك مع مسلحين قبليين من أبناء المنطقة.
وأفادت مصادر محلية بأن الحادث وقع عقب استحداث الحوثيين نقطة تفتيش جديدة تُعرف باسم "المكافحة"، وممارست عناصرها تصرفات استفزازية بحق المارة، ما أدى إلى اندلاع مشادة مع الشاب زكريا الحميقاني، تطورت إلى اشتباك أسفر عن مقتل عنصر حوثي وإصابة آخر.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيا ردت بإرسال حملة عسكرية ضخمة تضم أطقمًا وعربات مدرعة، فرضت طوقًا على القرية واعتقلت عددًا من المواطنين بينهم الشيخ صالح محسن الحميقاني، شقيق زكريا، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
ويأتي هذا التصعيد في سياق سياسة ممنهجة تنتهجها جماعة الحوثي لقمع المجتمعات المحلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، عبر فرض الحصار، والاعتقالات، والمداهمات الجماعية، واتهام الأهالي بالعمالة أو "الإخلال بالأمن" كلما عبّروا عن رفضهم لفساد القيادات الحوثية أو لمظاهر التسلط.
ويحذر ناشطون حقوقيون من أن استمرار هذه الانتهاكات يعمّق الهوة بين الجماعة والسكان المحليين، مؤكدين أن الحصارين في عمران والبيضاء يعكسان تصاعد التوتر بين الميليشيات والقبائل، بما قد يمهّد لمواجهات أوسع في المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.