تحفة أثرية قتبانية في واشنطن وقلق من تسرب قطع مشابهة للأسواق المحلية

السياسية - منذ 3 ساعات و 54 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

تمثل القطع الذهبية اليمنية القديمة واحدة من أرقى نماذج الإبداع الفني والحضاري في الجزيرة العربية، ليس فقط لجمال تصميمها ودقة صناعتها، بل لما تحمله من شواهد تاريخية وثقافية عن هوية الشعوب التي أنتجتها. وبينما تحفظ المتاحف العالمية هذه الكنوز بعناية، تتجدد المخاوف من تهريب وبيع آثار مشابهة في الأسواق المحلية، بما يهدد بفقدان أجزاء ثمينة من التراث اليمني للأبد.

الخبير والمتخصص في الآثار اليمنية عبدالله محسن، أعاد عبر صفحته في "فيسبوك" تسليط الضوء على قلادة استثنائية من ذهب، تعود إلى مملكة قتبان، كانت قد عُرضت في متحف آرثر م. ساكلر التابع لمؤسسة سميثسونيان في واشنطن. 

وأوضح محسن أن هذه القطعة وصلت إلى المتحف عام 1951م، ضمن مجموعة كبيرة من الآثار حصلت عليها بعثة المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان أثناء عملها في مدينة "تمنع" عاصمة قتبان التاريخية.

القلادة، التي يرجع تاريخها إلى ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، تتكون من سلسلة ذهبية قصيرة تتخللها خرزات كروية مجوفة، وتزينها قلادة خارجية هلالية الشكل منقوشة باسم "فارعة"، وهي المالكة الأصلية للعمل. ويمتد على الهلال الداخلي نقش قمري بارز محاط بزخارف دقيقة، فيما تزين أطراف الهلال الخارجي حبيبات ذهبية متناهية الصغر. ومن مركز القلادة، تتدلى قطعة دائرية مصغرة تحمل وجه إنسان منقوش بدقة، يُعتقد أنها استُخدمت كتميمة للحماية.

وبحسب الخبير، فإن مقاسات القلادة تشير إلى أنها صُممت لطفلة، ما يعكس جانباً إنسانياً وثقافياً في عادات القتبانيين آنذاك. إلا أن محسن عبّر عن أسفه لظهور قلادة مشابهة في التصميم لدى بعض تجار الآثار في السوق المحلية مؤخراً، في مؤشر على استمرار تسرب القطع الأثرية النادرة من مواقعها الأصلية أو مخازنها، الأمر الذي يستدعي تشديد الرقابة وحماية التراث اليمني من الضياع.

وتظل القلادة القتبانية المعروضة في واشنطن مثالاً مبهراً على عبقرية الحرفيين اليمنيين القدماء، كما تبقى شاهداً على التحديات التي تواجه البلاد في حماية إرثها التاريخي من النهب والتشتت.