مجلس الأمن يعقد جلسة حاسمة بشأن اليمن

السياسية - منذ 4 ساعات و 40 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

يعقد مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، جلسة مخصصة لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن، في ظل تصاعد الهجمات البحرية التي تنفذها ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن، وتزايد القلق الدولي من تداعياتها الخطيرة على أمن الملاحة الدولية، واستقرار المنطقة، وفرص السلام الهشة في البلاد التي مزقتها الحرب.

ومن المقرر أن تبدأ الجلسة عند الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت نيويورك (الخامسة مساءً بتوقيت اليمن)، بجلسة علنية تليها مشاورات مغلقة، يُنتظر أن تركز بشكل خاص على التصعيد العسكري في البحر، واستمرار تعثر الوساطة الأممية الهادفة إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة، منذ قرابة عامين.

ويُقدّم خلال الجلسة المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، إحاطة شاملة أمام أعضاء مجلس الأمن، إلى جانب ممثل عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، حول مستجدات الوضع السياسي والعسكري والإنساني، مع تركيز خاص على التهديدات المتزايدة التي تفرضها الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، والتي شملت مؤخرًا استهداف سفينتين تجاريتين، وأسفرت عن غرق إحداهما وسقوط ضحايا في الأخرى.

وبحسب مصادر دبلوماسية في نيويورك، من المتوقع أن تهيمن الهجمات البحرية الأخيرة التي نفذها الحوثيون، على النقاشات المغلقة، لا سيما في ضوء ما تمثله من تهديد مباشر للتجارة العالمية وحرية الملاحة البحرية، فضلًا عن انعكاساتها السلبية على الوضع الإنساني المتدهور، وجهود وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية المتعثرة منذ أواخر 2022.

وكان الحوثيون قد استأنفوا خلال الأسابيع الماضية عملياتهم العدائية في البحر الأحمر، في سياق ما يصفونه بـ"دعم القضية الفلسطينية"، غير أن هذه العمليات باتت تستهدف سفنًا تجارية بشكل عشوائي، ما أثار ردود فعل إقليمية ودولية غاضبة، واعتُبر تحديًا مباشرًا للقرارات الدولية الداعية لوقف التصعيد واحترام القانون الدولي البحري.

وسيناقش مجلس الأمن كذلك مستقبل بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، والتي تنتهي ولايتها الاثنين المقبل، وسط دعوات لتمديدها لعام إضافي في ظل التهديدات المتزايدة في البحر الأحمر والمخاوف من انهيار الاتفاق الهش الموقع في ستوكهولم عام 2018. كما سيتطرق المجلس إلى ملف انتهاكات ميليشيا الحوثي، وفي مقدمتها استمرار احتجازها العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، في ظروف غامضة ودون تهم واضحة.

ويرى مراقبون أن جلسة مجلس الأمن الحالية ستكون حاسمة واختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة المجتمع الدولي على التأثير في مسار الأزمة اليمنية، في ظل التحديات المتراكمة والمعقدة، مشيرين إلى أن غياب الضغط الدولي الجاد على الحوثيين سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والانزلاق نحو صراع إقليمي أوسع، تكون اليمن إحدى ساحاته الرئيسية.