جلال محمد

جلال محمد

الإخوان والحوثي.. تخادم الأشرار

Saturday 20 November 2021 الساعة 04:57 pm

إشكالية رافقت المجتمع اليمني، خصوصاً في المحافظات الشمالية، منذ الانقلاب الحوثي، عام 2014، وحتى يومنا هذا، هل أن جماعة الحوثي جاءت بانقلابها لتهدم تخندقات سيئة، وتكون أنموذجاً في الوطنية الحقيقية، ونموذجاً للحرية والديمقراطية والازدهار، كما روج لها بعض الكتاب آنذاك، أم أنها جاءت بذات المشاريع، التي لم يأت في قاموسها منفعة لليمن؟

وسرعان ما انكشف القناع، وظهر السوء المتأصل، والانتقام الذي يملأ صدور قيادة الجماعة واتباعها المؤدلجين ضد الجمهورية والدولة ومؤسساتها، وضد الحرية والديمقراطية وكل ما هو يمني ثقافة وتاريخا وتعايشا سلميا، وسريعا انقلبت على كل الادعاءات والشعارات الخادعة التي حملتها، ومع تشكيل ما سمي باللجنة الثورية، ظهرت الجماعة بوجهها المذهبي والعرقي والمناطقي، وكانت هذه اللجنة أول الغيث في سبيل السيطرة السلالية والتوافق على تحاصص السلطات والثروات بين الأسر الهاشمية، وأول دفعة لعجلة التخريب والاستهداف والقتل والتدمير، ومنطلق لتحويل اليمن لساحة حرب، وميدان نار يجرب فيه خبراء إيران وحزب الله أبشع ما توصلوا إليه من دموية وشر، وفقاً لما تقتضيه المصلحة الإيرانية العليا وليس لليمن في ذلك ناقة ولا جمل، فقط ساحة حرب قدمتها جماعة الحوثي للملالي الحاقدة!!

وها هو المجتمع في شمال الوطن أمام واقع خطير، دُمرت فيه دولته ومؤسساتها وانتهكت سيادته ونهبت ثرواته وتمزقت لحد كبير وحدته المجتمعيه، ضريبة فادحة يدفعها اليمن واليمنيون جراء اللوثة الحوثية وإصرارها أن تكون بيدقاً إيرانياً، لتسقط اليمن، وخلال فترة تصدرها للمشهد سقط أغلب المثقفين والساسة والواجهات الاجتماعية والقبلية في هوة التمزق بين ولاء وآخر، وانقسموا ليكونوا أتباعا لوجهي العمالة في بلادنا، الحوثي والإخوان.

 لا يمكن فصل الموقف من الحوثي، عن الموقف من الإخوان، إن كانت جماعة الحوثي هي المنكل والإرهابي الأبرز في اليمن، فجماعة الإخوان سجنها وسجانها والسياف المتخادم معها لتدمير ما تبقى من اليمن.

 عبثية الموقف الذي ينتظر من الحوثي أن يؤمن بالوطن والسيادة ورفض التبعية لإيران وغيرها، وأن يسعى للسلام، ويحترم إرادة اليمنيين، ويكون جزءا بحجمه الطبيعي من أجزاء المكون السياسي اليمني، وفقاً للقيم والثوابت الجمهورية والمساواة لا اصطفاء ولا إنتقاء، كعبثية الذي ينتظر من جماعة الإخوان أن تحرر اليمن، فكلاهما -أي الحوثي والإخوان- يغرد بالوطنية، وأقدامه في مزبلة الولاء، في هذه الحالة، جميعم يتثاقفون على حساب الوجع اليمني، وكلاهما متحدون ضد كل مشروع وطني، ويستهدفون معا كل تحرك صادق ويسكبون كل أكاذيبهم عبر ذبابهم الإلكتروني كما حدث مؤخراً حول عملية (إعادة التموضع) في الحديدة، والذي أظهر الحوثي عنترياته وصور الأمر أنه تمكين إلهي، ونتيجة قوته وجبروته الذي تبخر تحت أقدام أبطال القوات المشتركة، كما لم يختلف موقف الإخوان عن الحوثي وسارعوا عبر ذبابهم التابع لدوحة الشر وأنقرة المؤامرات في خلق الأكاذيب وتوزيع تهم الخيانة وغيرها من الأقاويل والتلفيقات الإخوانية المعروفة للجميع.  

خلاصة القول، لقد أثبتت الأيام أن جماعتي الحوثي والإخوان كسلحفات مقلوبة على ظهرها، كل شيء يرونه مقلوبا، ويجادلون بغباء لأقناع الآخر، أنه الداء المستوطن في وعي المتثاقف المؤدلج التابع لهم، ومن يريد محاورته، عليه أن ينقلب على ظهره أولاً، ثم يحترق في مجزرة الشتائم والتسقيط.

وبرغم هذا السوء الذي نعيشه، هناك من الساسة والقيادات العسكرية، والكتاب والمثقفين لم تتغير مواقفهم، ولم يغادروا مواقع الانتماء الوطني، فاليمن والجمهورية والثوابت والقيم والأهداف التي سنتها ورسختها ثورتا 26 سبتمبر، و14 اكتوبر بالنسبة لهم، هي الأول والألف، وحتى نهاية أصفار الدنيا، أما المتمترسون خلف الولاءات غير الوطنية فلن يقدموا لليمن نقطة فضيلة واحدة، وتبقى الحقيقة ناطقة، بأن اليمنيين لا يثقون بالحوثي ولا بالإخوان.