محمد حبتور

محمد حبتور

تابعنى على

وقائع محبطة عشناها في شبوة

Thursday 02 September 2021 الساعة 06:34 pm

كان للسواد الأعظم من أبناء شبوة الخريجين تجارب محبطة مع لوبي التوظيف في الشركات والمنشآت والحقول النفطية.

 تعمد واضح فاضح لتنفير أبناء المحافظة، عراقيل وشروط تعجيزية لا تنطبق على القادمين من المناطق الأخرى، تلاعب بالكشوفات والأسماء، سمسرة وبيع وشراء وما إلى ذلك من أساليب خبيثة، وصل بعضها حد الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة ليكون البديل هو الغريب بحجة إغلاق باب الفتنة..!

في عام 2012، ونتيجة لهذا العبث المتعمد، قمنا بإنشاء صفحة على الفيس بوك بعنوان ((حملة أبناء شبوة للمطالبة بحق التوظيف والتأهيل في شركات النفط))، وبدأنا نكتب علانية عن الموضوع.

 أتذكر آنذاك أن أحد وكلاء المحافظة تفاعل معنا وطلب منّا العمل على إعداد قائمة مبدئية بالخريجين وتخصصاتهم، وضعنا رابطا في الصفحة لتجميع البيانات، وفي أقل من 3 أيام وصل عدد الخريجين في هذه القائمة أكثر من 1000 خرِّيج، تخصصات IT وأخرى هندسية وإدارية وحتى طبية..!

تواصلنا بالوكيل وأبلغناه أن قائمة من 1000 خريج شبواني جاهزة وفيها كل معلوماتهم، ومن هنا بدأت أساليب المراوغة والتملص، كالعادة، ولا أريد أن أسرد كيف كانت رحلة العناء والمشقة في محاولة مقابلة المحافظ بهكذا مطالب وملفات.

غادرت حينها للمملكة لمواصلة رحلة الماجستير، بعد إجازة مليئة بكل أنواع الاستجداء والتودد للمسؤولين في المحافظة، وكلها ذهبت أدراج الرياح..

أتذكر في ذاك الوقت أن أحد السماسرة عرض علي وظيفة في واحدة من الشركات بمبلغ مليون ريال، لم أكن أملك المال، فذهبت لغيري بعد أن دفع المبلغ.

أنهيت الماجستير عام 2014م، وعدت مرّة أخرى لممارسة التودد والاستعطاف والاستجداء، في مشاهد مليئة بالابتسامات الصفراء والنفاق الاجتماعي المؤلم للنفس العزيزة، من شبوة انطلقت لصنعاء ومنها إلى عدن ومنها للمكلا ومن هناك مرّة أخرى لصنعاء..!

لم أنجح في اختراق جدران الوساطات والمحسوبيات، فشلت مرّة أخرى.

لملمت أحلامي وآمالي، وتوجهت لمكتب نقل البُراق في صنعاء وحجزت إلى شبوة، رحلة طويلة يرافقني فيها اليأس والإحباط والغضب..!

بعد مأرب، سلك باص البُراق طريقاً أخرى، ودخل لردمية، ولم أكن أدري لماذا؟، وصل الباص لمنطقة معزولة وتوقف، وكان ينتظره باص آخر، ترجل عن باصنا 29 راكبا، فنزلت معهم للتأكد أن حقائبي لن تُسرق..!

سألت أحدهم، لماذا تنزلون هنا، فقال نحن نعمل في حقل العقلة، وكنّا في إجازة واليوم نعود للعمل.

لم أكن أعرف حتى موقع حقل العقلة..! 

لا أخفيكم سراً، أن كمية من القهر والغبنة تملكتني وأنا أرى كل هؤلاء القادمين من صنعاء وذمار وعمران يحصلون على امتيازات التوظيف، وأنا ابن شبوة يتم حرماني منها..!

هناك الآلاف من أبناء شبوة تجشموا هكذا عناء، ولأني ذكرت قائمة الألف شبواني، دعوني أحدثكم عن اسمين من تلك القائمة التي تواصلت بهما شخصياً، أحدهما خريج الأردن تخصص برمجة، والآخر خريج الهند تخصص نظم معلومات، كان الأول يعمل في محل قطع غيار في الرياض والآخر في مطعم للمندي في الطائف عندما بدأنا بتجميع المعلومات.

يجب أن تكون ابن مسؤول أو متنفذ أو ابناً لأحد أعضاء الأحزاب الحاكمة المتحكمة في البلاد لتجد وظيفة وعملا في الشركات النفطية في شبوة، دون ذلك فأنت تحفر في الصخر..!

واليوم يأتي من يكذب على أبناء شبوة ويتبجح ويهرطق بأرقام ونسب عن الموظفين في الشركات من أبناء المحافظة، ويحشد الآخر باسم شبوة لإعادة تشغيل المنشآت، ويتحرك آخر مدجج بأسلحته ونياشينه ورتبه الورقية لتأمين مصالح أرباب الفساد مقابل شيء من الفتات على حساب أهل شبوة.

شاهت الوجوه..!

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك