حسين الدياني

حسين الدياني

تابعنى على

الأحداث أثبتت أن الوحدة - وصالح - والبيض أبرياء!

Sunday 23 May 2021 الساعة 04:15 pm

الوحدة اليمنية حلم حققه الوطنيون في شمال اليمن وجنوبه، بل إن الانفصاليين هم من سعوا بكل إخلاص لتحقيق هذا الحلم، فلا تحملوا (الوحدة كهدف وطني) وزر المنتفعين من الشماليين والمنتقمين الجنوبيين...!

الرئيس صالح كانت نيته سليمة ومتريث وكان واضحا، أرادها وحدة على مراحل، وكان البيض ومن معه نواياهم أيضاً سليمة وأصروا على أن تكون وحدة اندماجية!

وما حدث من إساءة للجنوبيين، آنذاك، هو نتاج ثقة الرئيس صالح المطلقة بهادي كشخصية جنوبية عندما ولاه الإشراف على ملف مطالب الجنوبيين بمعية علي محسن الأحمر وأعطاهم الصلاحيات الكاملة لمعالجة الأخفاقات التي تلت توقيع الوحدة، وللأسف استخدموا تلك الصلاحيات ضد الوحدة...!

الحقيقة أن الرئيس صالح بلع الطعم كما بلعه البيض، أساءوا لصالح كما أساءوا للبيض حيث كان لعلي محسن وحزبه أطماع!

وكان لهادي ورفاقه أهداف! كانوا هم المستشارون وأصحاب القرار آنذاك، حيث تصدروا مشهد غزو الجنوب في 1994م وحسموا المعركة، وقاموا بمكافأة أنفسهم فور النصر وتسلموا المناصب ونفذوا خططا تديرها تنظيمات دولية وهم ينفذونها على أرض الواقع، جرفوا كل شيء جميل ونسبوه لصالح!

كما يبدو أن الرئيس صالح فهم اللعبة ولم يتبق له إلا أن يقوم بتحصيل الحاصل ويتماشى معهم للضرورة رغم شعوره بالأزمة وأبعادها، ومن هنا بدأ الرئيس صالح بالرقص على رؤس الثعابين وحاول جاهدا أن يحتوي الموقف ويقود البلد بأمان واستقرار، حيث أدار الأزمة بحنكة منذ 1995م وشعر عامة (المواطنين) شمالا وجنوبا بالوحدة التي كانوا يرددون شعاراتها ويحلمون بها!

وفي2007 تكرر نفس السيناريو عند ظهور الحراك الجنوبي، كان الرئيس صالح قلقا، وأمر هادي ومحسن باستلام الملف ومعالجة المطالب الجنوبية (معالجة حقيقية)، ولكن للأسف أستمروا بنفس السيناريو بل قاموا بدعم وتفريخ مكونات من الحراك الجنوبي واستمروا بنقل البلد من أزمة إلى أزمة حتى آن الأوان لهم في2011 حيث قاموا بتوزيع المهام، واحد ينشق عن صالح ويناهضة والآخر يكون الحل الوسط!

صالح حاول مواجهتهم لأجل الوطن فقام بترشيح الدكتور علي محمد مجور لرئاسة الجمهورية، إلا أن تنظيم الإخوان الذي قاد ثورات الربيع العربي بالوكالة طلب من الرعاة بالإيعاز لجمال بن عمر بفرض هادي مرشحا وحيدا للجمهورية. 

للأسف صالح الوحدوي والمتسامح الكبير تنازل كعادته، وتسلم المهام من خانوه وخانوا البيض في 1990م ومرورا بحرب 1994م ثم استمروا بخيانتهم لصالح في 2007م ثم 2011م ثم 2015م ثم 2017م.

قد يقول قائل نبرئ صالح، ولكن هذه هي الحقيقة المرة صالح كان الأذكى في إدارة الأزمة التي افتعلتها تنظيمات عالمية عبر أدواتها واستطاع أن يدير البلد الموحد 21 عاما رغم الحفر والالغام التي زرعها ممن كان يثق بهم...!

ودمتم...

* من صفحة الكاتب على الفيس بوك