المعركة في جبهات القتال تعلمك دوما معادن الرجال وتنبئك بما لم تك تعلم من خبايا النفوس وخبث الحقد ودناءة المواقف.. ولقد أفضت معركة تحرير الكدحة إلى هذا وأكثر، فمنذ بداية هذه المعركة، التي كان من أهم منجزاتها التحقيق الكامل لتحرير الكدحة والالتحام بقوات العمالقة، إلا أن المراقب لتكتيكات وتحرك هذه الجبهة يشعر بالغضب التام لكل ما رافقها من مكائد دائما وابدا ما تحاك ضد أبطال اللواء 35 مدرع، وخصوصا سرية القائد الشهيد عدنان الحمادي الذي أحسن تدريبها وأحسن أبناؤه الوفاء إليه، وهذه هي مشكلتهم أنهم أوفياء أبطال لا يعلمون ولم يتعلموا أساليب الخديعة والمكر والتسلق وسيبقون، لأن تعاليمهم من روح الشهيد وإلى الشهيد يهرولون، فكان حظ البعض منهم اللحاق به إلى فردوس وجنان شهداء مقبلين غير مدبرين ولا متسلقين ولا ماكرين.
حرر أبطال سرية القائد الكدحة منفردين.. بينما حظي بالصور والأمجاد جماعة المقر، الذين لم يكن لهم تواجد في فحيح المعركة وزهيف الشمس وفعل النصر، وغنم الأبطال ما غنموا من مدرعات وأسلحة كانت مصيرها إلى أحضان المحور واللواء الخامس، الذين اعتادوا السرقة والنهب وتجهيز السلاح استعداداً لمعارك أخرى ليست مع الحوثي قطعا، وإنما مع شركاء ما بعد الحوثي، ومع هذا استمر الأبطال في الزحف نحو النصر لا يردهم منه إلا النصر، أيضا استشهد عدد كبير منهم في الاستهداف الغادر على مدرسة الكدحة والذي نبهنا أنه فعل لارادتين اجتمعتا على التخلص من أبطال اللواء 35 مدرع، فاستهزئ بنا وتم محاولة تحقير ما نبهنا إليه وبشتى الوسائل.
وإن تجاوزنا هذه الحادثة من بين كثير من الحوادث التي تثبت أن هناك مؤامرة واستهدافاً لكل جندي باللواء، وليس فقط جبهاته، فإننا نقف عاجزين عن الصمت عن حادثة أخرى وتضحيات جسام يقدمها أبطال اللواء 35 مدرع ويجترح بطولاتها.. بينما يستجر الآخرون الهزيمة بكل معنى لاستجلابها، ومنها معركة تحرير جبل الزهيب الواقع في الشمال من الكدحة والقريب من جبل العرف آخر معقل للحوثيين للدفاع عن البرح، هذا الجبل الاستراتيجي قبل أسبوع استمرت معركة الأبطال لتحريره من مليشيا الحوثي ما يزهو عن ست ساعات حرب وجهاد استطاع الأبطال خلالها بسط يد اللواء عليه وشرعية النسيان، وكان لا بد لهؤلاء الأبطال من استراحة بعد كل هذه البطولات، فتسلمت قوات اللواء الخامس هذه المواقع حتى يستريح الشجعان أبناء الشهيد، لكن ولأن النصر يصنعه الأبطال ويضيع بين نقشات حناء المحجبات، فما هي إلا سويعات حتى أعادت المليشيا الحوثية السيطرة على هذا الجبل في ظل فرار مخز لأفراد رزيق ونجعات التاريخ.
اليوم وببسالة الشجعان وبطولات أبناء الشهيد -ووحدهم دون شريك- أعيد تحرير هذا الجبل وقدم الأبطال أراوحا وجروحا، منهم الشهيد البطل /باسم سلام الحمادي، لتحريره من رجس المليشيا الحوثية، وهم مصممون على الزحف إلى أن يتم تحرير كل شبر من غرب الوطن تعز وفتح الحصار من الغرب.. بينما إخوانهم من اللواء يذودون عن العرين من الشرق..
السؤال: هل سيتم الحفاظ على هذا الانتصار العظيم.. أم ستكون مؤامرات الخونة أقرب إلى تسليمه؟؟
وهل ما يتم في حق سرية القائد من مؤامرة ومحاولة تصفية سيستمر.. أم ستكون هناك صحوة من القائمين عليها، وخاصة من قيادة اللواء لمنع هدم آخر معاقل القوة في اللواء؟؟.
أسئلة تطرح نفسها بقوة وعلى المجتمع في تعز وحده أن يجيب!!