وأنا أتابع أحداث المؤتمر الدولي الخاص بالمانحين لليمن شعرت بقدر الألم الذي وصلت حدته إلى كل مفصل للحياة في وطني.
كانت كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أليمة، تعبر عن مقدار الألم الذي يعتصر إنسانية العالم على أطفالنا.. بينما لم تتحرك لنا أي مشاعر إنسانية أو وطنية لوقف هذه الحرب الممولة، لنكون وشعبنا وأطفالنا، وقودا لها دون قيمة لإنسانيتنا.
أكثر من 16مليون يمني معرضون للمجاعة في اليمن، وأكثر من 400 ألف طفل يعيشون ظروفا بالغة في الصعوبة، وهذه بعض من صنوف المأساة التي تدفع باليمن إلى المجاعة والموت الجماعي، والتي لخصها الأمين العام للأمم المتحدة، ما يعني أننا في قعر الهاوية ولسنا على حافتها.
كل رؤساء الوفود المشاركة أقروا وبكت إنسانيتهم على ما تصنع أيدينا بمستقبلنا وبلدنا، ووعدوا بتقديم ما يقارب 3.5 مليار دولار لانقاذ أطفالنا ومواطنينا من كارثة المجاعة، التي اعتبرها مندوب سويسرا أنها الأزمة الإنسانية الأكبر في العالم، نظرا لأن ثلثي الشعب اليمني معرضون لهذه الأزمة والموت جوعا، فهل نحن كيمنيين وصل إلينا الألم الذي يعانيه الإنسان في الغرب على إنسان اليمن..؟ بالطبع لا.
وكأحد أبناء هذا الوطن المكلوم بأظافر العمالة وفقدان القرار، أؤكد أن هذه المناشدات لن تجد آذنا صاغية ولا قلوبا تستجيب لها، ولا عقولا ترى مخرجا لها أبدا، كما أؤكد أن هذه المساعدات، إن تم الايفاء بها، فإنها ستكون كسابقاتها كصب ماء في رمال صحراء، نظرا لأن من يتحكمون في سياق توزيعها أو من يتحملون تقنين تصريفها هي نفس الأيادي الممتدة للقتل وسفك الدماء من مليشيا الحوثي أو مليشيا الإخوان التي أثبتت الوقائع متاجرتهم بالوجع والدم والإنسانية، ولا عيب في تذكير المجتمع في كميات الأغذية التي تم اتلافها في مخازن كلا المليشيا في الجانبين.. بينما الأسر المستحقة لهذه المساعدات تموت جوعا كل يوم.
إن العالم ينادينا أن نوقف الحرب، بينما نحن ننادي باشتعالها وتستفز إنسانية العالم أوجاعنا، في حين نستلذ بالقتل اليومي، ويمد العالم يديه لاشباع جوعنا.. بينما نمارس الاتجار بقوت الفقراء بفعل شرعية هشة سلمت قرارها إلى أيدي لصوص وقطاع طرق.