علي منصور الوليدي

علي منصور الوليدي

تابعنى على

حلول الصفقات هل سيخرج منها الجنوب بلا حمص؟!

Sunday 14 February 2021 الساعة 10:30 am

اضغط على الأرض وفاوض على الطاولة.. مبدأ وعُرف مألوف في الصراعات الدولية.

نابليون بونابرت قال "لا تفاوض على ما وطأت أرضه قدماك بل على ما تصل إليه قنابل مدفعيتك؟!

على ما يبدو من حراك الساعات الأخيرة ما بعد إعلان بايدن وقف إمدادات السلاح للسعودية والتحالف المشارك في حرب اليمن وإلغاء قرار إدارة سلفه ترامب، بشطب أنصار الله من لائحة الإرهاب ودعوته لوقف الحرب في اليمن وتعيين مبعوث أمريكي خاص لحل الأزمة اليمنية حلاً سلمياً! 

وما تمخضت عنه الزيارة المفاجئة للسيد غريفيث المبعوث الأممي إلى طهران في ذات السياق.

وما تشهده المنطقة من تصعيد سياسي وعسكري خطير ومتزامن.. وارتفاع سقف الاشتراطات المسبقة من جانب إيران وأنصار الله.

على الصعيد السياسي الإقليمي، إيران فاجأت المبعوث الأممي باشتراطات جديدة ابرزها الاعتراف الرسمي الأممي بسلطة أنصار الله كحكومة أمر واقع صارت تحكم قبضتها على صنعاء والشمال.. قبل البدء بأي حل سلمي للأزمة اليمنية؟!

وعلى الأرض صعّد أنصار الله عمليات الحسم العسكري بهجومهم الشرس على مارب وعزمهم إسقاطها كأهم منطقة حيوية منتجة للنفط والغاز في الشمال، واستهدافهم، ظهر الأربعاء، مطار أبها الدولي جنوب المملكة العربية السعودية بأربع طائرات مسيرة حسب اعتراف الطرفين لقناة الجزيرة مساء ذات اليوم.

الإيرانيون، الذين وصفهم المبعوث الدولي بأن مشاركتهم في الحل السياسي في اليمن محوري وهام جدا ودعاهم لحث أنصار الله بقبول المبادرة الأمريكية الأخيرة.. تعكس لهجتهم التصعيدية وسقف مطالبهم المرتفعة الجديدة للاعتراف بحكومة أنصار الله قبل أي حل سلمي.. وما يرافقها على الأرض من تصعيد عسكري للانصار على مأرب الغنية بالنفط والغاز ومحاولة إسقاطها بأيديهم كآخر معاقل قوات النظام الشرعي في الشمال اليمني.. وقصف مطار أبها السعودي ظهر الأربعاء.. توحي بتنسيق منظم بين الموقفين الإيراني والحوثي.. وجاهزيتهما المشتركة في تحقيق مزيد من الانتصارات على الأرض والإعداد الجيد بحمل أكثر من ورقة لعرضها على طاولات التفاوض السلمي إن كتب لها النجاح وصدقت الإدارة الأمريكية والغرب في فرضها على أطراف النزاع في اليمن محلياً وإقليمياً؟!

التساؤلات المطروحة اليوم من قبل معظم المراقبين والمتابعين المعنيين بتطورات الأزمة اليمنية وتداعياتها الإقليمية.. سلماً وحرباً.. ما الذي أعده تحالف دعم الشرعية.. إقليمياً، وما الذي أعدته الشرعية اليمنية الحالمة بالعودة إلى صنعاء.. يمنياً.. في خضم هذا التصعيد المتنامي سياسياً وعسكريا واقليميا ودوليا؟!

وما الذي أعده المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحكم قبضته سياسيا وعسكريا وأمنيا على العاصمة عدن والمناطق الجنوبية المحررة ومعه باقي قوى الحراك السلمي الجنوبي.. جنوبياً.. على صعيد القضية الجنوبية وأحلام الجنوبيين.. باستعادة دولتهم وفرض السيادة الوطنية على كامل أراضيهم المحررة والمناطق التي لم يتم تحريرها بعد؟!

وما الذي سيقدمه لهم حلفاؤهم الإقليميون في عاصفة الحزم من اشتراطات لصالح الجنوب وقضيته الجنوبية العادلة للاعتراف بهم في سيادتهم على أرضهم كأمر واقع، مقابل اشتراطات إيران لحلفائهم أنصار الله ضمن أجندات صفقات الحلول الإقليمية والدولية المتبادلة.. أم أنهم سيخرجون من الطبخة بلا حمص وسيتم خذلانهم كما خذلوا إقليمياً عام 1994م، فالمرء لا يُلدغ من جحر مرتين؟!

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك