فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

لما تتبدى حكومة شراكة بلسان بادي

Friday 01 January 2021 الساعة 08:55 pm

راجح بادي ليس بالبدوي، وإن جافاه صدق البدو وأمانتهم.. لم ينطق أمس من البادية، بل نطق عن قصر معاشق.. وليس عن تغفيل مثل (الذين هم أراذلنا بادي الرأي)، بل عن وعي، وعن قصد.. هو يدرك أنه سوف يُغيَّر مثله مثل الوزراء الذين فقدوا شروط حيادهم، وتحولوا إلى أدوات فتنة في أيدي المخابرات القطرية.

ليس في الرجل أي مزية تبقيه ناطقاً لكل الحكومات التي تشكلت منذ العام 2012، سوى أن تلك الحكومات كانت لحزب الإصلاح في الدرجة الأولى، وهو نفسه يدرك ذلك.. يدرك أيضاً أن الحكومة هذه المرة حكومة وحدة وطنية، التعيين فيها تم بالتوافق على الشراكة بين مختلف الأطراف بما في ذلك الطرف الجديد الذي صار نصفاً أصيلاً، وبقاؤها مرهون ببقاء هذا المبدأ.

تعيين ناطق جديد لهذه الحكومة أمر مفروغ منه بالنسبة لحكومة معين التي لا تحتاج إلى ضغط من خارجها لكي تقوم باختيار هذا الناطق، إن رأت ضرورة لذلك، وإلا فالأصل أن وزير الإعلام في الحكومة هو المتحدث الرسمي باسمها. 

لقد بدا بادي من القنوات الفضائية ليفرغ آخر ما في جعبته من السهام التي ظل يطلقها على مخالفي سياسات حزب الإصلاح.. وكعادته في التلفيق المطلوب منه بصفته مدير مكتب وكالة الأناضول، وزع الاتهامات هنا وهناك، واستثنى الجهة الحقيقية التي تبين من اللحظة الأولى أنها أطلقت الصواريخ من تعز.. وهذه الجهة هي جماعة الحوثية.

تغافل بادي عن الأمر البادي الظاهر الباين، وراح يجاري الجماعة الحوثية التي أظهرت موقفاً غير متماسك، ففي ذروة حرارة الهجوم الإرهابي، سارع محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للجماعة ليقول إن لا علاقة للجماعة الحوثية به، وإنه نتيجة صراع وتصفية حسابات بين موالين للإمارات وموالين للسعودية.. وعشية يوم الهجوم غرد محمد علي الحوثي مفاخراً بالعمل الذي يقدره الاستراتيجيون، أي الذي نفذته الجماعة.. يبدو أن فحوى تغريدته الدال على الاعتراف، كان زلة لسان، لذلك حاولت الجماعة الحوثية اليوم استدراك الاعتراف عبر بيان لوزارة حقوق الإنسان، اعتمدت فيه القولة الأولى، وهي قولة البخيتي، وزادت تقول إن العمل الإرهابي أقدمت عليه (دول تحالف العدوان عبر عملائها ومرتزقتها المأجورين الموالين).

وبعد البخيتي يبدي بادي ناطقاً باسم حكومة الوحدة الوطنية والشراكة، ليطالب -حسب ما نقلت عنه قناة الجزير القطرية- بتشكيل لجنة تحقيق (لا تكشف فقط من خططوا للهجوم على مطار عدن، بل كذلك من سهّلوا هذا الهجوم).. وقال لقناة العربية إن الهجوم جاء نتيجة تقصير من أمن عدن.. أي أنه كان يتعين على رجال الأمن في عدن اتقاء الصواريخ البالستية الإيرانية بأيديهم.

فهل هذا ناطق باسم حكومة شراكة، متكلم رسمي باسم حكومة وحدة وطنية، أم هو الإصلاحي الناطق، الذي ينطقه حزبه، على غرار الكتاب المسجل بصوت ينطق المكتوب له؟ يشهد لذلك بقية الإصلاحيين الذين نطقوا أو كتبوا، مثل سعيد ثابت مدير مكتب قناة الجزيرة، الذي رمى مسؤولية الهجوم جهة من يعتبرهم حزب الإصلاح خصماً سياسياً، حيث تزلف لقناة الجزيرة باتهام قوة وطنية جديدة، زعم أنها استثنيت عند تشكيل الحكومة، ربما تكون هي وراء الهجوم على مطار عدن، بينما ذهبت القيادية الإصلاحية توكل كرمان مذهب البخيتي، لكن دون حذق ومهارة البخيتي.. كتبت توكل طلساماً يقول: التفجيرات الإرهابية في مطار عدن هذا اليوم، قبيل عودة الحكومة (لاحظوا)، تثبت أن الإرهاب متصالح مع الإمارات، وميليشياتها وقواتها في عدن، وهو أداة من أدواتها.. وللحوثيين ولإيران البراءة!