فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

وهل الذين تمردوا على الشرعية يعترفون بها؟

Friday 24 July 2020 الساعة 08:35 pm

المتشدّقون بالشرعية يتمرّدون عليها.. ثم يقولون: طارق عفاش لم يعترف بالشرعية حتى الآن.. هَبْ أنّ في كلامهم شيئاً من الصواب، ثم تساءل: هل طارق هذا تمرَّد على الشرعية؟ فإذا تحريت جواباً أميناً على السؤال، لن تجد أي نزوع إلى التمرُّد.. ثم أيهما أشد خطراً على الشرعية، التمرد عليها، أم عدم الاعتراف بها؟ ما قيمة أن يعترف بها أحدهم، ثم ينخرها من داخلها؟

في تعز، يتمرَّدون على أوامر المحافظ نبيل شمسان، ممثل الشرعية، وممثل الرئيس الشرعي، ويقتحمون مقره، ويضطرونه إلى الهرب إلى مدينة التربة؛ لكي ينجو من تمردهم.. ثم تسمع الإخوان المسلمين يشغبون: إن هذا طارق قائد ما يسمى حراس الجمهورية، وابن شقيق صالح، لا يعترف بالشرعية!

في مطلع شهر مارس الماضي أعلن نائب رئيس الوزراء، ومعه 11 وزيراً ووزير دولة تمردهم على الحكومة الشرعية، وأحرجوا رئيس الشرعية أيما إحراج، وقالوا له ليس لرئيس الحكومة الشرعية معين عبد الملك أي حق في التصريح باسم حكومة، لا نقبل باستمرارها، ولا نحتمل بقاء رئيسها.. ومنذ ذلك الوقت، وحتى اليوم لا يزالون عند موقفهم، الذي يعبرون عنه من خلال منابر الغضب القطرية والتركية.. يهاجمون تحالف دعم الشرعية.. يتهمون الرئيس وحكومته بالفشل والعجز.. وإعلام جماعة الإخوان المسلمين مبقٍ على نفسه عند المقالة البالية: إن طارق عفاش لا يعترف بالشرعية!

ويعلن قائد عسكري رفضه لأوامر الشرعية بشأن أمن مديرية الخوخة، ويتمرد على محافظ محافظة الحديدة الشرعي، وعلى مدير أمن المحافظة الشرعي، ثم يقال: هذا طارق عفاش لم يعترف بالشرعية حتى الآن!

محسوبون على الشرعية في مأرب، الجوف، أبين، شبوة، وفي غيرها، يتمردون على الشرعية، وعلى أوامر الشرعية.. يقوضونها في كل هذه الأماكن.. جعلوا منها موضوعاً للاستخفاف والسخرية المحلية والإقليمية والدولية.. ويقولون لك: إن طارق محمد عبد الله صالح لا يعترف بالشرعية!

قرنوا اسم الشرعية بمسميات شنيعة مثل الفساد، الإرهاب، الفوضى، الحمق، العجز و... و...، ويقولون: عفاش لم يعترف بالشرعية حتى الآن.

يجذبون باسم الشرعية لبعض الوقت، ويتمردون عليها، ويقضون معظم أوقاتهم في تلطيخ سمعتها، ويصنعون لها مشكلة كل يومين، بينما طارق عفاش، ما تمرد في أية لحظة على الشرعية، لا بقول ولا بفعل، بل هو يسهم في تدعيمها، ويغطي عن غيابها في الساحل الغربي التهامي والتعزي.. وغربان جماعة الإخوان المسلمين تنعق: طارق عفاش، لا يعترف بالشرعية!

يصوتون بهذه المسكوكة، بأفواههم في أذنيّ الشرعية لغرض التحريض، ويسلبون من هذه الشرعية نفسها مختلف عناصر تماسكها، ويجرّدونها من قوتها بأفعالهم، ثم يجأرون: يا للحاقة، طارق ابن شقيق الرئيس السابق صالح، إلى الآن لم يعترف بالشرعية!!