عاصم الشميري

عاصم الشميري

تابعنى على

المعمري والوحش

Friday 10 April 2020 الساعة 09:46 pm

ينبه المعمري عن وحش جديد يسعى لاستيطان تعز وتمزيق نسيجها الاجتماعي والتأثير على تركيبتها الديمغرافية، وان هناك وجها آخر للأئمة يطل برأسه تحت مسمى حراس الجمهورية. ولو بحثنا عن الحقيقة سنجد أن هذا المحافظ الأسبق لتعز من أبرز من سعوا لإظهار هذا الوجه الآخر للأئمة وسياستهم في تعز من خلال السيطرة على هذه المدينة وتقديمها كوجبة دسمه للإخوان المسلمين، حزب الإصلاح.

رأينا الخطاب العنصري والمناطقي الذي لا يحتكم لعقل أو لظرف سياسي ويترك مساحة للعدو الحوثي بأن يعزز في ذات الجانب لصنع خلاف جديد في تعز، وهذا الخطاب ليس خوفا على تعز إنما خوف على الإصلاح الذي وصلت سيطرة سلطته على كل مرافق الدولة هناك رغم فشله في إدارتها، كما فعل الحوثيون في صنعاء، هذه الجماعة التي لا تقبل شريكا سياسيا أو عسكريا منطلقة من نزاعاتها التي لا تنسجم مع مصلحة الوطن والمواطن والدستور والقانون.

تحدث المعمري من منطلق عنصري ومناطقي ضيق، والمعيب في هذا انه لم يلق بالا حتى الشهداء الذين قدموا أرواحهم في الحرب ضد الحوثيين لاستعادة الجمهورية المنهوبة، الشهداء الذين كانوا من تعز ومن صنعاء ومن عدن ومن كل شبر في اليمن، ولم يفكر بنطاق جغرافي أو قضية حزبية.

وإذا تحدثنا بشكل أوسع وبمفهوم أعمق، فتعز هي جزء من اليمن وليس العكس، كما أن المجتمع التعزي لم يكن عنصريا يوما من الأيام في تاريخه القديم والحديث واحتضن كل القوى السياسية والثورية من سبتمبر إلى أكتوبر، وتعايش مع كل الاختلافات المناطقية، وهناك من صنعاء ومن ذمار وغيرها من المحافظات من عاش في تعز وترعرع فيها ولم يشعر يوما من الايام انه من خارج النسيج الاجتماعي لهذه المدينة التي لا ترفض أحدا، كما أن أبناء تعز في جميع محافظات الوطن.

الصراع الدامي الذي تحدث عنه المعمري هو موجود بالفعل ولا يزيد من دمويته إلا هذا الحزب الذي انتشرت رائحة كراهيته وعنصريته في أرجاء المدينة وأهلك الناس بتسلطه وظلمه، ولا اعرف ما الذي صنعه المعمري والإصلاح لتعز.

هذا الخطاب العنصري بدأ بالظهور بشكل كبير في سياسة حزب الإصلاح في تعز ضد حراس الجمهورية تنفيذا لأجندتهم ومخططاتهم الخاصة في السيطرة والاستيطان والعربدة في تعز كما يريدون وعلى خطى الوحش الحوثي في اتباع هذه السياسة في صنعاء وفي المناطق التي يسيطرون عليها.

هناك وحوش كثيرة في حزب الإصلاح تنهش مدينة تعز هذا المعمري كان أحدها في يوم ما، أما الآن فهو يتحدث من فنادق اسطنبول الفاخرة على حراس الجمهورية وعلى العميد طارق الذي يعيش بين أفراد جيشه في الساحل بين التراب وغبار الدفاع عن الجهمورية حاضرا وبقوة في ردعه للحوثيين، وتسبب بخسائر كبيرة لهم، بخلاف هذا المحافظ الأسبق الذي كان حاضرا وبقوة في الولائم الدسمة وغاب حين كان قوت المدينة من البارود.