مصطفى النعمان

مصطفى النعمان

تابعنى على

تعز ضحية الجحود والإهمال الحكومي

Monday 23 September 2019 الساعة 08:21 am

لم تلق محافظة مثل ما تعرضت له من جحود وإهمال كما وقع لتعز...

هي ضحية أولاً لمن مثلوها في عهد الرئيس الراحل، ثم تضاعفت أحزانها في عهد الرئيس الحالي.

فالأول كان يحرص على أن يختار ممثليها كأجراء لا شركاء، ولم يكن يبدي الكثير من الرعاية لاحتياجاتها، فعاشت سنوات من انقطاع المياه والخدمات، وتناسى أنه بدأ مشوار حكمه منها وبدعمها..

والرئيس الحالي تعامل معها باحتقار، كما تحدث في مكالمته الشهيرة مع أحمد بن مبارك (المهتمون سيجدونها على اليوتيوب)، ثم ما قاله عنها لأبناء الجالية اليمنية في الولايات المتحدة.

ممثلو تعز في مواقع السلطة خلال العهدين اهتموا بترتيب أوضاعهم الخاصة والتأكد من إبقائها جاهزة لدعم الرئيسين والحشد لهما، دون مقابل سوى التيقن من بقائهم قريبين منهما وعدم إزعاجهما.

ثم اقتحمها الحوثيون فبعثوا ذاكرة تعز التاريخية المتخمة بالفتوحات إبان عهد الأئمة، وفتحوا جراح عقود طويلة من الإقصاء والتجاهل والأحزان وأحدثوا سيلاً من الدمار والدماء.

ولولا ما قدمه رجال الأعمال وعلى رأسهم أسرة (المرحوم) هائل سعيد أنعم وغيرها من الصناعيين لكانت تعز أقل من قرية تعيش فيها نخب اليمن الحزبية والثقافية والسياسيين اللامعين.

اليوم يحاصرها الجميع.. الحوثيون في مداخلها التي أحالت حياة الناس جحيماً وتعباً وقهراً.. والأحزاب في داخلها حولتها إلى مربعات لعصاباتها وأزلامها.

أقل ما تستحقه تعز هو فتح المعابر وإزالة مربعات العصابات واللصوص وقطاع الطرق والقتلة.

بالنسبة لمن يدافعون عن قرارات مكتب الرئيس وصمت نائبه.. يبررون كل فساد وعبث وابتعاد عن المسؤوليتين الأخلاقية والوطنية بأنه تراكم طبيعي لسنوات الحكم السابق ولا يدركون الإهانة التي تظهر الرجلين جزءاً من أثاث استخدمه العهد الذي دافعوا عنه وثبتوا أركانه!

‏الحديث عن الدولة العميقة مثير للشفقة!

أما ‏الذين يعيشون في أوهام السيطرة على اليمن بشعارات الماضي، وأولئك الذين يقاتلون عن بعد بدماء اليمنيين ويثرون منها لاستعادة السلطة، عليهم أن يفهموا أن تحقيق أهدافهم لن يتحقق، وأن اليمنيين تواقون للسلام والاستقرار ووقف نزيف الدماء.

لهذا ‏لم يعد أمام اليمنيين فرصة سوى البحث عن مسار للسلام.

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك