أما مفاسد الانقلاب والمليشيات السلالية الحوثية فمتفق حولها. وأما فوائد إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والبلاد فمتفق حولها.
وأما أن يقال ويعاد إلى ما لا نهاية ما هو متفق ويترك الحديث حول مسئولية أئمة الشرعية في التمديد للانقلاب والتبديد للتحرير فلن يغير شيئاً، ولن يعيد اليمن أو يستعيدها من الكهنوتيين.
أثبتوا كفاءة وجدارة وإيجابية بتوجيه الضغط نحو مراكز القرار، وقادة العار، ومسئولي النخاسة، وانقلابيي الشرعية، وافرضوا خيارات التحرير وإرادة شعبية وطنية أمضى وأولى من الانبطاح الجماعي والمجتمعي لفاسدين مفسدين سلموا البلاد للحوثيين ونصبوا أنفسهم أصناماً مهاجرة للشرعية.
جميعهم شركاء انقلاب توزعوا على ضفتيه وعليهم أن يثبتوا العكس.
جبهة ومعسكر الشرعية عرضة للاختراقات والتصدعات والنزف، ولا نعرف ما التالي الأسوأ الذي قد يحدث.
وما لم نتصرف كشعب يملك حقه وقراره ويفرض خياراته على القادة فنحن وما نتلهى به هنا مجرد عالة وبطالة نستعرض خيباتنا ونمارس ذواتنا المنتفخة بعيداً عن أية فاعلية أو جدارة.
لماذا تتوقف جبهات التحرير وتشتعل جبهات تصدع الشرعية والجمهوريين؟
لماذا بيعت وتباع وخذلت وتخذل كل جبهاتنا ومعاركنا الكاسبة وتُخنق دون الحسم؟
الرجال وخيرة الشباب يبذلون الأرواح والمهج في سبيل معركة نخونها جميعنا بإعفاء المسئولين من المساءلة وملاحقة خيباتنا وعرض عجزنا تنظيرات مملة وخطابات متخشبة وتحليلات مجمدة لا تسري في عروق الحياة دماً ولا تحرك أو تهز صنماً.
الطأطأة والتواطؤ وكتمان الغيض ومنافقة الساسة وبيع الوهم لن تثبت سوى أننا إمعات. فإذا كان التألم والتوجع علناً وصراحة وبلا مواربة خيانة كما يخوفنا أدعياء وتنابلة شرعويون لا نظنهم إلا متحوثين في قرارة أنفسهم، فهيا بنا نخون وليكن ما يكون.
علينا اللعنة إذا لم نغير ونتغير.
جميعنا خونة حتى نثبت العكس.