أمين الوائلي
مأساة تعز واستكمال التحرير.. الحوبان والعودة!
معظم الإعلام لازَمَ الصَّمت حيال أحداث تعز، فهم يحتكمون على معظمه، وفي الشبكات سلّطوا لجان ترهيب وشتم ووعيد تلاحق المنشورات.
القصد هو إسكات كلَّ صوت مخالف.. كتبنا أكثر.. وعلى قلة ما كُتب بمواقع التواصل إلا أنَّه أزعجهم وعوَّض قليلاً عن الإعلام.
كل هذا الاستنفار والانتشار والترهيب ما وراءه؟ لماذا؟ وبماذا يَعِد ويبشّر؟
الصور والتسجيلات -لما يحدث في تعز- مفزعة للغاية بالضحايا المدنيين الأبرياء.. الدمار أكبر وأكثر مما نتصور. ولذلك نناشد التحالف أن يتدخل بلجنة تحقيق وتوثيق محايدة.. ومثلما يحضر في أحداث وإشكالات في عدن، نطالب أن يحضر في تعز للوقوف على حقيقة ما يحدث ومن يُحِدث.. فمن اقترفوا هذا لا يمكنهم أن يكونوا خصماً وحَكَماً.
أما رفقاء المُرشِدَين، فأنتم آخر من يحق له أن يحدثنا عن الوطنية.. لستم في موقع يؤهلكم حتى للادعاء في هذا الباب؛ لأن أياً منكم لا يؤمن بوطن وينتمي لجماعة عابرة للوطنية، ونعم.. يمكنكم أن تتحدثوا في الإرهاب.. فهذا ميدانكم.
وفي ضوء ما شاهدناه في تعز يحق لنا أن نسأل: ما الذي يمنع أن تتجه تلك القوات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى الحوبان لتخليصها بنفس الحماسة والاندفاع واستكمال تحرير مدينة تعز؟
ليس ضرورياً هذه المرة تقديم خطة مالية ضخمة للتحالف باسم استكمال التحرير، لتنتهي من حيث تبدأ دون الحوبان.
من 2015 والتحالف يدفع تمويلات لخطط مشابهة ابتلعتها ثقوب سوداء تستبقي الحوثيين في الحوبان باباً للرزق الدائم تحت بند استكمال التحرير.
أسهل شيء على جماعات التحرير استقطاب الدعم والإثراء والعنطزة والاستعراض بمنافع التمويلات السخية والتي تحولت إلى مشاريع خاصة من كل نوع، بحيث إنها باتت تشكل العائق الأكبر أمام استكمال التحرير.
الثقوب السوداء التي تستهلك وتهلك جهود وخطط وأهداف وتمويلات معركة التحرير عاماً بعد عام، تطبَّعت على الاستغفال والتحذلق، بينما كتائبها الناعمة تسعِّر الاتهامات ضد التحالف في كل شاردة وواردة، وتلقي على كاهله المسؤولية، وخلال ذلك تكون هي لدى التحالف تسعى في استخلاص تمويل ودعم جديد.
فعل التحالف كل شيء.. لكنه، للأسف، لديه أسوأ الحلفاء يمنياً.. حوَّلوا الحرب إلى استثمار، والتحرير سوقاً يَرِدُونه لقضاء المصلحة، وكل واحد يشوف مصلحته حتى موعد السوق التالي.
هذا هو الواقع، لدينا نخب خونة مدَّدت سنوات التيه والحرب، وبدَّدت مجهودات هائلة في مشاريعها الصغيرة والخاصة والحزبية وتحالفاتها الخلفية العابرة لحدود النزاهة والكفاءة الأخلاقية والوطنية.
استكمال التحرير ليست مهمة صعبة.. لن تصمد مليشيات أمام أغلبية غالبة ومدعومة وممولة وخلفها تحالف ملتزم تقوده السعودية.
لكنَّ الجماعات والأدوات التي تتصدر مسؤوليات وامتيازات اهتبال المكاسب ليست في وارد إنجاز معركة وطنية واحدة وجامعة وفي المتناول.
هذه مشكلة مُعقَّدة ينبغي أن تُحل قبل المضي قُدماً.