ينبغي على المبعوث الأممي مارتن غريفيث أن يدرك أن جهوده في اليمن باتت تصب في مصلحة الحوثيين بعلمه أو بدون؛ حيث يوظفونها لمزيد من التوسع والقمع وفرض أجنداتهم الطائفية معتمدين على التهدئة التي فرضتها الأمم المتحدة.
ومع امتناعهم عن تنفيذ ما عليهم من التزامات مقابل التهدئة، إلا أنه لا أحد يعاقبهم.
كما أن على السيد غريفيث وكل من مارس ضغطا لوقف معركة الحديدة، إدراك أن الحوثيين لم ولن يستثمروا ذلك في تعزيز فرص السلام؛ بل في قتال المزيد من القبائل لإخضاعها، وفرض نمطهم الثقافي المتخلف وخطابهم الطائفي.
وما يحدث من قمع في حجور ما هو إلا نتيجة للتدخلات الدولية في الحديدة.
ويوظف الحوثيون كل مساعي الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في ملف الإغاثة بشكل مناقض تماماً للسلام ولحاجات الناس. فتصرف المعونات لغير مستحقيها غالباً ويتحول بعضها لمجهود حربي ويستغلون التهدئة في الحديدة لقمع من تبقى من قبائل خارجة عن سيطرة ماكينتهم الطائفية وسلطتهم القمعية.
إن خطأ الإماميين التاريخي ومنهم الحوثيون أنهم لا يقبلون بالعيش المشترك والمواطنة المتساوية؛ إما أن يَسحقوا البقية أو أن يُسحقوا.
لا وسطية عندهم؛ عندما يحكمون يتجبرون ويظلمون؛ وعندما يخسرون الحكم ينكرون أصولهم ويغيرون حتى ألقابهم ويطرحون جنابيهم وأسلحتهم ويخضعون للحاكم لدرجة مقززة.
ولا يمثل الحوثيون الزيدية الجغرافية ولا المذهبية؛ ولو حدث استفتاء حر في محافظة صعدة على سلطتهم لما حصلوا على 20% من الأصوات.
فأبناء صعدة ومناطق شمال الشمال أكثر من يمقتهم وأكثر من دفع الثمن بسبب مشروع خرافة الولاية وحروبه المستمرة من أجل اعادة اليمن لحقبة ما قبل 1962م.
وهناك قصور لدينا في شرح مشكلتنا مع الحوثيين للعالم؛ وفشل في ادارة المناطق المحررة؛ ما مكنهم من فتح نوافذ كثيرة مع الغرب مقدمين أنفسهم كبديل منظم وقوي قادر على حماية مصالحه؛ وما الشعارات التي يطلقونها الا بروباجندا للاستهلاك المحلي فيما هم يركعون في الغرف المغلقة.
على تلك القوى الغربية إدراك أن سلطة الحوثيين لن تدوم؛ فمثلها مثل سلطة طالبان و داعش؛ سرعان ما سيدرك العالم خطرها وإرهابها وسيتوسع التحالف لإسقاط سلطتها؛ وعند ذلك ستتضرر مصالح تلك القوى وسينظر لها اليمنيون كحليف لجماعة شتتهم وقتلتهم وعذبتهم ودمرت بلدهم.
* جمعه (نيوزيمن) من بوستات للكاتب علی صفحته في (الفيس بوك)