قضية المجرم سلطان زابن وسجن أبوغريب الحوثي الذي تُعتقل فيه الكثير من الفتيات بصنعاء تتصاعد؛ وتتضح المزيد من فصولها أكثر وأكثر؛ ولديّ معلومات وأسماء لا أرغب بكشفها الآن؛ خلاصتها: نحن أمام قضية موجعة ومروعة ومخجلة بكل المقاييس؛ يصعب السكوت عنها ويصعب الحديث عن تفاصيلها كذلك.
بدأ الحوثيون باستخدام البنات للإيقاع بمعارضيهم؛ وبعد اعتقالهم لبعضهن وتلفيق تهم لهن تخاف البنات من العودة لأسرهن خشية أن يتم قتلهن؛ ومن ثم يوظفهن الحوثيون؛ ويفرجوا عمن رفضت الخضوع بعد ابتزاز أهلها مادياً.
بطل القصة سلطان زابن الذراع اليمنى لـ"الكرار" "عبدالحكيم الخيواني".
رفضت النيابة العامة بـصنعاء استقبال المعتقلات فقام سلطان زابن بسجنهن في فلة خاصة؛ وفي المساء يُسمع صياحهن؛ وهناك شهود على ذلك؛ وكثير من ضباط البحث الجنائي وأعضاء النيابة والمحامين وآخرين لديهم معلومات وشهادات؛ لكن الكل يخاف بطش "الكرار" (عبدالحكيم الخيواني)؛ الذي عين زابن.
ما يحدث في سجن أبوغريب الحوثي بـصنعاء قصة لا يمكن تخيلها في هذا الزمن؛ مزيج من الانحطاط والسفالة لم تمارسه أشد الأنظمة قمعية وفاشية عبر التاريخ ولا أكثر أجهزة المخابرات خسة وحقارة.
أدعو المنظمات والمهتمين للمطالبة بتحقيق دولي في هذه الجريمة البشعة والمهينة للإنسانية برمتها.
هذه الجريمة بل والفضيحة المتعلقة بـسجن أبوغريب الحوثي وتوظيف النساء لا علاقة لها بالصراع السياسي؛ فمن كشف فصلوها حوثيون ضاقوا ذرعاً بالحركة أو عمل ضميرهم لبضع ساعات وتراجع بعضهم وحذف ما كتب بعد تعرضه لضغوط. منهم: الكرار المراني؛ محمد المقالح؛ محمد الديلمي؛ تحدثوا عن ذلك في حساباتهم.
في حين تعامُل الحوثيين باستهتار ولا مبالاة مع فضيحة سجن ابوغريب الحوثي بل وأطلقوا التهم الجزافية بحق الضحايا من النساء مروراً بالتهديد بنشر اعترافات مزعومة ما يدل على أن أخلاقهم وصلت للحضيض؛ وأن عبدالملك الحوثي بلغ من التفاهة مبلغا لم يعد معها يأبه لما يفعله غلمانه حتى بعد انفضاح الأمر.
هناك وقائع نُشرت وأسماء تم اتهامها؛ ومن ضمنهم عبدالحكيم الخيواني و سلطان زابن.
الموضوع تجاوز الشائعات؛ وكان يفترض من الحوثيين التحقيق في الأمر احتراماً للمجتمع بدل تهديد الضحايا والمجتمع معاً بنشر غسيل هم من يصنعون صورته وفي قدرتهم إجبار كل من في معتقلاتهم على قول ما يريدون.
دفاع الحوثيين المستميت عن سلطان زابن بطل فضيحة سجن أبوغريب الحوثي يدل على ان تلك الانتهاكات التي تعرضت لها النساء منهجية وليست تجاوزات فردية؛ وإلا لما تورط الاعلام الرسمي للجماعة وبعض السياسيين فيها للدفاع عنه بشراسة وخوض معركة مع المجتمع وقيمه بل ومع القانون لحماية مجرم.
هناك أسئلة على الحوثيين الإجابة عنها بدل الهراء الذي ينشره اعلامهم ويردده بعض قادتهم.
لماذا لم تُعرض النساء على النيابة ويُسمح لمحاميهن وأهاليهن بلقائهمن؟ لماذا تم اعتقالهن داخل فلة خاصة؟ لماذا لم يُعتقل سلطان زابن حتى بعد صدور مذكرة توقيف بحقه عقب اعتدائه على وكيل نيابة؟
يسعى الحوثيون لإرهاب المجتمع وإخراسه لمداراة فضيحتهم عبر الحديث عن تسجيلات واعترافات لو وجدت فإنها غير قانونية لكونها انتُزعت في سجن خاص بالجماعة؛ كما أن الإجراءات التي نفذوها خارج القانون ولا تشرف عليها النيابة العامة ولا القضاء، هم فقط يورطون أنفسهم أكثر.
*جمعها (نيوزيمن) من بوستات للكاتب علی صفحته في (الفيس بوك)