لم أتابع الجولات المستجدة من الردح والردح المضاد، وتقاذف العنتريات الفارغة، والشتائم المقذعة، والاتهامات المسفة بين المؤتمر والمؤتمر.
كنا نمثِّل أنفسنا فيما كتبنا وقلنا بشأن المؤتمر منذ شهرين أو أكثر.
ليست لي أية صفة أو شخصية تنظيمية في أوراق وسجلات التنظيم الذي يؤسفني جداً أن يصل حاله إلى ما وصل إليه وكما تقدمه سجالات الردح والتراسل العلني بالسوء.
كان المؤتمر، قيمة وقوة وتجمعاً شعبياً عاماً، يعنينا بهذا المستوى العام لا الشخصي.
وكنا نأمل أن يستبقي الرفاق الألداء معروفاً لبيت اليمنيين الناظم ومؤتمر الشعب.
وما كان لما نأمله أن يفعل شيئاً، أو يغيِّر واقعاً، أو يجمِّل أمراً مُراً.
لم ينلنا من جميعهم هنا وهناك خيرٌ فيما مضى.
وأحياناً كثيرة نالنا سوء نحمل ندوبه معنا إلى اليوم.
(حتى عندما كنا منهمكين ومنهكين دأباً وعملاً وخدمة وولاءً مجانياً).
لكنّ هذا شأن آخر وشخصي، أيضاً، ويعنينا وحدنا.
وصدقاً لا أرى خيراً فيما يمضون فيه قُدماً. وما ألدّ خصام الرفاق.
لن يقف الانحدار عند حد، طالما وهو يحدث على هذا النحو من الهاوية ومن الفجور في الخصومة، بين الأخوة الرفاق الذين قضوا مع بعضهم في الحياة أكثر مما قضوا مع أولادهم وأسرهم.
أنا حزين وآسف جداً لأجل الشعبي العام.
وما من أحد يصغي أو يقيم وزناً للمؤتمريين، بدون بطاقة حزبية، أمثالنا.
المؤتمر الذي نعرفه، على عِلاته، والذي نريده للغد، ليس متاحاً.. ونفقده.
وإلى أجل غير مسمى، لن أخوض في شأن المؤتمر أو شأن مؤتمري البتة.
أعفي نفسي من احتمالات اللعب على حبلين أو منافقة طرفين أو موالاة معسكرين.
لستُ مع هؤلاء أو هؤلاء. وضدهما معاً.
وأنزح إلى ذاتي.