عادل الهرش

عادل الهرش

تابعنى على

من مضيق هرمز إلى باب المندب… عدو البشرية واحد

منذ ساعتان و 9 دقائق

في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني، صعدت قوات الحرس الثوري الإيراني بشكل غير قانوني على متن ناقلة ترفع علم جزر مارشال أثناء مرورها في المياه الدولية بمضيق هرمز واحتجزتها بالقوة. هذه الحادثة ليست تصرفًا طارئًا، بل حلقة من سلسلة طويلة من السياسات الإيرانية التي تهدف إلى ابتزاز العالم عبر تهديد خطوط الملاحة الدولية. وفي الوقت نفسه، ينفذ الحوثيون في باب المندب والبحر الأحمر أعمالًا إرهابية مماثلة، من استهداف السفن التجارية إلى نشر الألغام والزوارق المفخخة والطائرات المسيّرة، بما يعكس استراتيجية واحدة تقودها إيران عبر أدواتها المختلفة.

يمثل مضيق هرمز أحد أهم الشرايين العالمية لتدفق الطاقة، إذ يمر عبره ما يقارب ثلث تجارة النفط المنقولة بحراً. ومع ذلك، تتعامل إيران مع هذا الممر الحيوي كما لو كان ملكية خاصة، مستخدمةً الحرس الثوري كورقة ضغط في أي توتر سياسي أو تفاوض دولي. هذه الحادثة الأخيرة تؤكد أن النظام الإيراني مستعد لزعزعة استقرار الاقتصاد العالمي لتحقيق مكاسب سياسية، وأن الابتزاز البحري أصبح أداة استراتيجية ثابتة في سياسته الإقليمية.

في الجانب الآخر، يمارس الحوثيون في باب المندب والبحر الأحمر نفس أساليب الحرس الثوري. استهداف السفن التجارية، ونشر الألغام البحرية، واستخدام الزوارق المفخخة والطائرات المسيّرة لم يعد مجرد عمل تخريبي، بل جزء من مشروع إيراني واحد يمتد من الخليج العربي إلى البحر الأحمر. الاختلاف بين الحرس الثوري والحوثيين ليس في الهدف، بل في الجغرافيا فقط. المشروع واحد، والاستراتيجية واحدة: خلق حالة دائمة من عدم الاستقرار وتحويل الممرات البحرية إلى ساحات حرب مفتوحة.

اليوم، يقف العالم أمام تهديد جيوسياسي واسع، ولا يمكن احتواؤه عبر بيانات الشجب أو التصريحات الدبلوماسية وحدها. ما يتطلبه الواقع هو تحالف دولي قوي لحماية الملاحة الدولية، ودعم استراتيجي للقوات الجمهورية اليمنية لاستعادة الدولة وعاصمتها، وإنقاذ الشعب اليمني من إرهاب أذرع إيران، وتصعيد الضغوط السياسية والاقتصادية على النظام الإيراني، وتجفيف منابع التمويل والتهريب للشبكات اللوجستية للميليشيات الإيرانية.

ختامًا:

من مضيق هرمز إلى باب المندب، يتكشف بوضوح أن الخطر واحد، والمشروع واحد، والمرشد واحد. إيران وميليشياتها تحاول خنق العالم عبر السيطرة على أهم طرق التجارة البحرية، فيما يمثل الحوثيون النسخة الأكثر فوضوية وجرأة في البحر الأحمر. إن تجاهل هذا المشروع يعني ترك سرطان سياسي وعسكري يتمدد بلا رادع، أما مواجهته فتستلزم وقوف العالم صفًا واحدًا، ليس فقط دفاعًا عن اليمن، بل لحماية أمن التجارة العالمية وحق الشعوب في الاستقرار وسلامة الممرات البحرية التي تعتمد عليها البشرية جمعاء.