خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

الحوثي ظاهرة حربية وليس مشروع دولة

منذ 4 ساعات و 19 دقيقة

لم يعد لدى الحوثي "حرب غزة"، يتاجر بها ليشد عصبه الطائفي؛ يحشد باسمها لصراعاته الداخلية، يستنزف موارد القطاعات التجارية ويوسع نطاق الجبايات للمجهود الصاروخي، تحت يافطة "أساند ونصرة غزة".

لم يعد للحوثي ما يميز ماكينته الدعائية؛ يغسل بصور ضحايا أطفال فلسطين عقول الصبية الصغار؛ يسرقهم من أحضان أمهاتهم إلى معسكرات الحشد الصيفية، فالعنوان غزة وكل البنادق تتجه إلى صدور اليمنيين العزل.

الحوثي ظاهرة حربية وليس مشروع دولة؛ لذا سيصنع حربه الخاصة كي يستمر مهيمناً على مقدرات مناطق سيطرته. فمن دون الحرب لا مشروع يبرّر للناس بقاءه حاكماً: فلا مشاريع، ولا توفير لاستحقاقات حياتية للمواطن، ولا أفق لبناء الدولة أو حتى نواة دولة.

أين ستكون معركة الحوثي القادمة؟

المرشح الأول للمواجهة: العودة لتهديد الملاحة الدولية، والثاني: تفجير صاعق للحرب الداخلية.

إن إنهاء حرب غزة لا يعني أن الحوثي قد نجا بجسمه العسكري والسياسي من ارتدادات سياسة صياغة شرق أوسط جديد؛ بل إن ضربه أصبح أولوية قصوى للإيفاء بترتيبات جيوسياسية وعلاقات إقليمية تُبنى على مخرجات ومقاربات ما بعد غزة.

الحوثي خطر رابض وفي حالة تأهّب؛ ولضمان تمرير سياسة "شرق أوسط جديد" لابد من تجفيف — أو تحييد — الخطر الإيراني وقصقصة أذرعه في المنطقة، والحوثي على رأس أولويات تصفيته على خلفية موقعه الجيوسياسي المتّماس مع ممرات وجغرافية المصالح الدولية.

الخيار الوحيد أمامه أن يفرّ إلى الأمام حيث صناعة الحرب المستدامة، أو أن يسقط تحت وقع التسويات السياسية كطرف خرج خاسراً من حلبة الصراع والتوافقات الإقليمية.

إجمالاً: الحوثي على رأس جدول أعمال هيئات الأركان الدولية لما بعد غزة؛ فلا "شرق أوسط جديد" من دون الخلاص من جيوب وبيادق إيران.

من صفحة الكاتب على منصة إكس