بطل العالم في الاختطافات والقرصنة للعام 2024:
يستحق الحوثي لقب بطل العالم في الاختطافات والقرصنة للعام 2024. فقد بدأ هذا العام باختطاف السفن وانتقل إلى اختطاف طائرات الحجاج في منتصفه وقد يكون يحدث نفسه الآن بأنه سيختتم العام باختطاف مكوك!
عفواً، لقد أخطأت: الحوثي ليس بطل العالم في الاختطافات والقرصنة للعام 2024 فقط، بل هو بطل العالم في هذا المجال طوال العقد الأخير كله. إذ ليس هناك مليشيا أو جماعة أو حتى دولة مارقة تجاوزته في الاختطافات والقرصنة منذ انطلاقته كمليشيا (ربما لاينافس الحوثيين في القرصنة خلال العقود الأخيرة سوى القراصنة الصوماليين الذين اقتصرت قرصنتهم على السفن ولم ينتقلوا أبداً إلى طائرات الحجاج).
باختصار، الحوثي هو بطل الاختطافات والقرصنة بكل أنواعها:
فقبل مرحلة اختطاف السفن والطائرات، قام الحوثي وما يزال يقوم بكل أصناف الاختطافات والقرصنة:
من اختطاف عشرات آلاف البشر إلى اختطاف الشجر والحجر. ولا أقول هنا "الشجر والحجر" لدواعي السجع طبعاً؛ بل لأنه حضرت في بالي مسألة "الخُمُس" وما نص عليه بخصوص نصيب "آل البيت" من كل ما تجود به الأرض من الأشجار المثمرة وغير المثمرة (أي ثماراً أو حطباً) إلى الأحجار الكريمة وبقية معادن الأرض وحتى الرمال و"النيَس" وأحجار البناء- كما وضح مفتي الحوثيين قبل سنوات وهو يدافع في إحدى خطب الجمعة عن سن قانون "الخمس" وصولا إلى قوله إن "الخُمُس" يشمل حتى المياه المعدنية، قال إنه يشمل ماء المطر وماء جوف الأرض، ثم ركز في خطبته تلك كما أتذكر على ما تجنيه شركات المياه المعدنية ومياه الكوثر.
الحوثي عبارة عن مسيرة عمياء وهوجاء من الاختطافات والقرصنة والقتل؛
من اختطاف الأرض بكل مقدراتها إلى اختطاف السماء بكل معانيها وسموها.
ومن اختطاف المدارس والمستشفيات والمعسكرات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية إلى اختطاف الدولة بكل أركانها ومقوماتها واختطاف المجتمع بكل فئاته وتنوعه.
ومن القرصنة على الضرائب والزكاة إلى القرصنة على الرواتب والمساعدات وعلى أرزاق الناس صغيرها وكبيرها.
الحوثي -بكل ما تعنيه الكلمة وبدون أن يكون في الأمر أي هجاء أو تجنٍّ- هو أكبر خاطف تاريخي في تاريخ اليمن وهو قرصان هذا العصر بدون منازع.
وأعتقد -بدون أي مبالغة- أن الحوثي حين لن يجد يوماً أمامه من يختطفه، سيختطف نفسه. وحين لن يجد أمامه مالاً يسرقه، سيمد يده في جيبه ويسرق نفسه.
المسألة بالنسبة إليه مسألة مبدأ و"وِلْعَة"، ومبدأ الحوثي و"وِلْعَته" الاختطاف والقرصنة في كافة الظروف وبغض النظر عن المستهدف. خذوا هذا مثلاً فقط؛ قام الحوثي خلال الشهور الماضية بالقرصنة على عدة سفن في عرض البحر الأحمر ومضيق باب المندب بدعوى أنها إسرائيلية أو تحمل بضائع وإمدادات إسرائيلية، لكنه في الأيام القليلة الماضية قام بالقرصنة على أربع طائرات يمنية ليس لأنها تحمل بضائع إسرائيلية بل لأنها حملت حجاج بيت الله من مطار جدة إلى صنعاء.
ماذا تنتظرون أيضاً؟ لقد اختطف الحوثي النبي نفسه وتقرصن على رسالته وعمل ويعمل على تجنيدهما كلياً لمصالحه ومشاريعه السلالية والطائفية الخاصة به ضداً على مصالح وكرامة سائر الناس وضداً على معنى النبي وشعار وروح وكرامة رسالته.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك