فكري قاسم

فكري قاسم

تابعنى على

مالك ربخت؟

Saturday 22 June 2024 الساعة 10:18 am

من عام 2003 إلى 2006 كنت أكتب لصحيفة #عكاظ_السعودية خمسة مقالات في الأسبوع كانين خفيفات على روحي وعلى ذهني؛ أكتبهن كلهن في يوم واحد وأرسلهن للصحيفة. 

واتكلم فيهن حول قضايا اجتماعية ما فيها أي ملابجة ولا أي دحيس سياسي وأخاطب قراء مزاجهم رايق ومتخففين نفسيا وذهنيا من كل هدار السياسة ومن عصيدها الذي يورث السأم والضجر؛ واتلقى بعد كل مقال إشادات وإعجابات من القراء وأشياء كثيرة من هاذيك الذي ترفع المعنويات؛ واستلم عليهن في كل شهر خمسة ألف ريال سعودي وقلبي بااااارد  ومابو قارئ واحد يقولي "مالك ربخت". 

في هاذيك الأيام نفسها كنت أكتب لجريدة الثوري المعارضة للنظام في صنعاء مقال أسبوعي؛ احتشر له في زوتي بقية أيام الأسبوع وحالتي حالة؛ أخزن له عصر وليل واستجمع فيه كل طاقة للملابجة من الجن؛ واتنبع فوق الرئيس وفوق السلطة وفوق الحكومة وفوق الشخوص النافذين؛ في عملية مرهقة للروح وللذهن واستلم من الثوري في نهاية الشهر 5 ألف ريال يمني (حق الأربعة المقالات طبعا) 

يعني قدنا أكون خاسر سلا قلبي وراحة بالي؛ وقد شقيت على مقالات المعارضة من معاشي حق جريدة عكاظ.. وفوق هذا الشقى والتعب كله؛ أجي على قارئ محلي زبل نغف طول وقته يدور فيني هاذاك الكاتب الملابج الذي يدقدق له الكل ويبرد له قلبه وهو جالس مخزن ومفتهن في بقعته! 

ولو مشي أسبوع وما دقيت له الرئيس 

ولا دقيت له أي غريم من هولاك اللي هو عايش روح الخصومة اليومية معاهم؛ يضجر ويقولي:

- هيا مالك ربخت؟! 

- خلاص بعت؟!

- خلاص اشتروك ودخلوك الجيب؟! 

المشكلة العجيبة والغريبة واللي تخلي الواحد مطنن من صدق، أن كثير من هولاك القراء الزبلين أصبحوا فيما بعد 2011 مسؤولين وقادة في مواقع مهمة كثيرة. 

طبعا أنا  في هاذيك الأيام ربخت من مهاجمة النظام لأني شفت الأمور فوضى وعبث؛ وهم ما شاء الله عليهم؛ اشتدوا شدة للطرف؛ وماعد واحد من ابتهم  عبرني.  

ومش كذا وبس.. زد دقدقوني وهاجموني باعتباري كاتب رابخ وعميل للنظام. 

ولما قرحت الحرب في 2015 كثير منهم تطعفروا هاربين إلى خارج البلد وأصبحوا فيما بعد وزراء ووكلاء وقادة وتجار ولاجئين وأمورهم ماشية وعايشين رفاهية القضية وأنا داخل بلادي المعصودة انزح بجهالي من زوة إلى زوة أدور كيف أخرج أنا وهم من هذي المحنة واحنا سلم وبس؛ وما عندي أي طموح آخر، وشافوني ما عد بين أكتب في أمور السياسة خيرات.. لأني سئمتها وتنابعوا من هاذيك البلدان اللي عايشين فيها مع جهالهم بأمان يقولوا لي: 

- هيا مالك ربخت؟

- وين كتاباتك هاذيك حق زمان؟ 

- مابللا شد حيلك وزر بعد ابتهم! 

ايوااااه 

يشتوني أنا الذي ازر..  

هم ماينفعش يزروا.. 

لأنهم لو زروا شويه تجي لهم دوخة ويجي لهم غاثي وبعضهم تجي لهم الدورة! 

 وأنا مش زعلان من هولا كلهم يا لول 

أنا مازعلان ومفكود وقلبي شيقرح إلا من #الدكتور_رشاد_العليمي  

- والدكتور رشاد موعمل بك؟ 

حتى هو يالول كان زمان من أكبر القراء المشجعين لي ولصحيفتي، وكان يتصل بي ما بين وقت وآخر ويقولي أنت مبدع أنت تمااام وذلحين قدو رئيس جمهورية وقد كل شي تحت يده ولقيته في عدن قبل سنتين وقال لي: 

- أهلا يا فكري.. أينك غاطس؟ عد كانت مقالاتك تخلينا نضحك.. مالك ربخت؟! 

 - مله أنت شكلك زيدت بالربخة ياموسمك.. وهو والكل شكله ربخ من يوم وقع رئيس وماعد قدر يعبى لجواله وحدات لأجل يتصل بك ساع يوم كان وزير . 

#الربخة_العالمية_طولت_يا_لول

من صفحة الكاتب على الفيسبوك