د. عيدروس نصر

د. عيدروس نصر

تابعنى على

عن كرة القدم.. بعيداً عن السياسة

Friday 22 December 2023 الساعة 06:48 pm

النتائج المبهرة التي حققها المنتخب الوطني للناشئين تؤكد ما كنت توصلت إليه منذ العام 1992م.

في ذلك العام وحينما كنت في ذروة انشغالي في البحث والدراسة زرت معلمتي في اللغة البلغارية التي ساعدتني في المراجعة اللغوية لبعض فصول الأطروحة السيدة بلاجا خريستوفا.

وأثناء حديثنا فاجأتني بالسؤال:

ماذا فعل فريقكم للناشئين؟

لقد هزمتم فريق الصين تلك الدولة العملاقة.

لم أكن لأكترث كثيرا في متابعة كرة القدم فأنا لست من المدمنين على هذه اللعبة رغم جمالياتها، كما لم يكن لدي من ترف الوقت لهذا الاهتمام، لكنني قد أنشدُّ إلى أية مباراة يكون فيها بلد أو لاعبون ممن أحببتهم.

*     *     *

من خلال المتابعات المستمرة لاحظت ما يلي:

1. منتخب الناشئين يفوز على بلدان قوية ومتفوقة وينافس على البطولات القارية والإقليمية ويفوز فيها.

2. منتخب الشباب ينهزم من الفرق القوية ويتعادل وأحيانا يُهزَم من الفرق المتوسطة.

3. المنتخب الوطني نادراً ما يصعد إلى الدور الثاني وغالباً ما ينهزم من كل المنافسين حتى المنتخبات  الأضعف وأحيانا يعود بدون نقاط.

إنه أمرٌ جديرٌ بالدراسة والتحليل النفسي والفلسفي والسوسيولوجي، لاستكشاف ما يقف وراء هذه الظاهرة المتكررة عبر جميع المواسم الكروية من أسباب وعوامل.

أحد الزملاء علَّق مداعباً:

ماذا لو أعددنا شباب هذا المنتخب وتابعنا تأهيلهم في علوم الإدارة والسياسة والاقتصاد والقانون والعسكرية والأمن، وسلمناهم الحكم، هل كانوا سينجحون في رفع اسم البلد كما يفعلون في الدورات القارية والإقليمية؟

قلت له: ماذا لو كنا أهَّلنا منتخب 1992م ليغدو فريقاً وطنياً، هل كان سيحافظ على السمعة التي كان عليها في دورة آسيا 92م؟

*     *     *

هنيئا لمنتخب الناشئين لما أبرزها من أداء مذهل، وعطاءات فنية مدهشة، ومزيدا من النجاحات، فشعبنا يستحق أن ينال شيئا مفرحا في أجواء القحط والجفاف واليأس والإحباط الذي يعاني منه بسبب خيبات الساسة وعدم أهليتهم.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك