أحمد سيف حاشد

أحمد سيف حاشد

تابعنى على

استعباد المعلم

Sunday 30 July 2023 الساعة 04:19 pm

أكثر من ثمانمائة وعشرين مليون ريال إيراد شهري لصندوق المعلم..

أين تذهب تلك المبالغ الشهرية؟!

خمسة مليارات ريال طباعة المناهج الدراسية يتم طبعها في مطبعة الكتاب المدرسي التابعة لوزارة التربية، ومن ثم يتم بيعها بمبالغ باهظة على طلابنا، ربما أغلى من كتاب "شمس المعارف".

ويبقى السؤال:

أين تذهب تلك المبالغ؟!

كل طالب يدفع ثمانية آلاف ريال عند تسجيله في المدارس الحكومية.. أين تذهب تلك المبالغ؟!

الطالب يدفع شهريا جبايات شهرية مستمرة ولا ندري إلى أين تذهب تلك المبالغ؟! 

المدارس الأهلية تدفع لوزارة التربية مبالغ مالية أيضا، ولكننا لا نعرف أين تذهب تلك المبالغ؟!

المدارس التي تم هدم أسوارها وحرماتها وتم بدلا عنها بناء محلات تجارية وتم استثمارها بالدولار وتم إخبارنا أنها ستدفع رواتب للمعلمين إلى أين تذهب والمعلمون دون رواتب؟!

الصناديق وما أكثرها تدفع عشرات ومئات الملايين لوزارة التربية والتعليم بمسمى امتحانات وغيرها.

تم إضافة منذ سنوات مائتي ريال بتوصبة من مجلس النواب على كل دبة غاز باسم رواتب أو حوافز للمعلمين أين ذهبت وإلى أين تذهب؟!

والآن يعينون مشرفين ثقافيين في كل المدارس الأهلية وما على المدارس إلا الدفع لهم حافزا أو مرتبا، رغم أن هذا التوجه هو توجه لفرض سياسات الجماعة على تلك المدارس، وليس للصالح العام كما يتم الزعم.

إن هذا العمل ينصب في أدلجة التعليم المخالف للدستور والقوانين النافذة، ومع ذلك يريدون تحمل رواتب أولئك المشرفين أو المنفذين لمشروعهم، أبناؤنا طلاب تلك المدارس.. 

العجيب أن السلطة تريد أن يكون عبء أدلجة الطلبة بمشروعهم على حساب الطلبة أنفسهم.. يا لبخلهم.. وكم من مشاريع خاصة تأتي على حساب الوطن الذي اضاعوه واضاعوا معه مستقبل أبنائنا وأجيال شعبنا.

وكل عام يتم فرض مزيد من الرسوم حتى بلغنا حد الكمد دون اعتبار لحرب أو لهدنة معلنة أو غير معلنة.. كان المواطن ينتظر نهاية الحرب أو وقفها أو أي انفراجة ليستعيد فيها نفسه معولا عليها بتخفيف قليل مما فرضته الحرب، غير أن الصدمة أنه زاد الحال وبالا وكلفة.. لقد صار حال المواطن اليوم أصعب من حاله خلال سنوات الحرب.. والأسوأ أن المؤشرات تشي بمزيد من تدهور حال المواطن مقابل تخمة تزداد لدى الجباة.

 ومن جانب آخر نجد المراكز الصيفية قد تم الصرف لها بسخاء باذخ ودون وجود أي مشكلات بالتمويل..؟! فيما أبناؤنا باتوا يغادرون التعليم كل عام أكثر من سابقه بسبب رداءة وفشل وفساد من يحكمنا، وتزداد معه انقطاع كثير من سبل العيش الكريم.

والغريب أن الدورات الثقافية للجماعة التي تتم دون انقطاع على كل المستويات لا يجدون أي صعوبة في تمويلها الباذخ.. لماذا نجد هنا الصرف يتم بسهولة وبذخ منقطع النظير، فيما المعلم يعيش القرف كله.

كما نجد كل المناسبات الفئوية والطائفية ينفقون عليها من الضرائب والجبايات التي تثقل كاهل شعبنا وعلى نحو باذخ ومن مخصصات الصناديق التي كان يفترض أن توجه نحو الزراعة وتوفير الخدمات لشعبنا وعلى رأسها التعليم والصحة.. لماذا المعلم لا يتم احترامه ومنحه راتبه كبعض من كرامة تم إهدارها وتحويلها إلى غنيمة حرب ثم غنيمة هدن، وما بعدها.

نحن كنواب لا نعرف شيئا عن الموازنة والحسابات الختامية للوزارة، بل لا نعرف شيئا عن الموازنات والحسابات الختامية للحكومة، وربما أجزم أن رئيس الحكومة بن حبتور لا يعرف شيئا عنها، لأننا لا نعيش في عهد دولة أو حتى عهد دويلة، بل نعيش عهدا مليشاويا يستند للقوة والغلبة لا للدستور والقانون ومهابة الحقوق.

إنهم يريدون الجباية ثم الجباية ثم الجباية، وفي المقابل هدم التعليم العام والأهلي وإحلال بدلا عنه التعليم المؤدلج المصادم للدستور والقانون، بل والمصادم حتى للحياء.

تقزمت أحلامنا الكبيرة حتى بتنا لا نطالب إلا بقليل من الحياء، ومعه راتب للمعلم بدلا من الراتب الذي فشلوا على نحو ذريع في انتزاعه أو فرضه خلال ثماني سنوات طوال، ويريدون من المعلم أن يعمل سخرة لديهم بل وعبدا لهم، وانتظار المؤجل لراتبه إلى يوم غير منظور، يرجونه إلى يوم القيامة، أو صرف بدلا عنه "كتب الله أجرك".

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك