إذا غالبك الحنين إلى أهلك وخلانك في مسقط رأسك الريفي وأنت الذي غادرته في هجرة داخلية أو خارجية، فليس لك إلا خياران.. إما العودة إلى مرابع الصبا الريفي أو استحضار تلك المرابع على طريقة الصديق الكاتب عبد القوي العشاري الذي أهداني كتابه "اللآلئ الذُّراري" فجعلني أغنِّي في رمضان "هيَّجت أشجاني.. يا طائر الأشجان..".
في هذا الكتاب وجدت نفسي أعيش شيئا مهمّاً من حالة يمنية تتقارب فيها الصور التي تناجي الروح، حيث للريف نكهته الخاصة في مناطق الجمال الطبيعي الرباني، وجمال العلاقات الاجتماعية بين الناس، رجالا ونساء، أفرادا وعائلات، أسامي ومعاني..
وأنا أتصفح اللآلئ الذُّراري وجدت نفسي أعيش حالة شوق إلى مرابع بداياتي الصعفانية التي اهتز حنيني إليها من حماسة كاتب وهو يرصد بقلب عاشق وعيون صقر منطقة حزم العدين، تاريخ، معالم، علاقات أسر، البشر، والحجر، مدرجات وأشجار وسحب ومطر، الأودية والجبال.
ما يمكن رؤيته وما يسكن في تلافيف الذاكرة من صور يتكامل فيها الكل اليمني مع واحدية الحزم العديني.
والعشاري عبد القوي عايض وهو يعطي مساحة لافتة لأسماء العائلات في المنطقة إنما أراد التأكيد على قيمة اجتماعية إنسانية صنعها مدنيون رعية يسكنون بيوتا جميلة تتناثر على بساط أخضر، في منطقة خصبة هي في الحقيقة أحد أبرز عناوين جماليات "محافظة إب التي أحب..".
ويا صديقي العزيز..
أحيي فيك هذه الحماسة..
وهذه الروح.. وعاشت مناطق اليمن "اللآلئ والذُّراري..".
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك