أحمد سيف حاشد

أحمد سيف حاشد

تابعنى على

عهد الغلبة والطغيان.. المستضعفون غنيمة حرب!!

Saturday 19 February 2022 الساعة 08:16 am

الأشباح والجن والعفاريت ربما تغادر مسكنك ببعض طلاسم وتعاويذ، أو بمراغمة بقراءة ما تيسر من قرآن أو توراة أو أناجيل، أمّا النهابون فباتوا اليوم يحتاجون إلى وقت وقدر أكبر من قيامة.

 نهبوا سني عمرنا الماضيات، واستولوا على مستقبل أولادنا، ووضعوهم أمام ضياع ومجهول وفقدان.

* * *

بيوت المستضعفين في المدينة السكنية بالبرح يتم الاستيلاء عليها من قبل المبندقيين. وتواطؤ من قبل قيادات (أنصار... الله) مع ما يجري من سطو واستيلاء..

كل الشواهد تقول: 

المستضعفون غنيمة حرب.

* * *

اليوم كل ما تم تملّكه من عرق الجبين وما كسبته بالعمر كلّه، أو بكد السنين الطوال، يأتي من يستولي عليه بلحظة، كغنيمة حرب وغلبة، ابتداء من مرتبات الموظفين، مرورا بحقوق المواطنة، وحقك في الخدمة والوظيفة العامة، ولا ينتهي الحال والمآل بالاستيلاء على مسكنك أنت ومن تعيل..!

* * *

اليوم يتم هدر الحد الأدنى من حقوقنا وحرياتنا حتّى بات حقنا في الحياة مهددا على نحو لا سابق له ولا عهد.

وما بقي من بقايا حرياتنا يجري مزيد من التضييق عليها، حتى باتت في محبس من ضيق، وكل يوم تتلاشى وتنحسر حتّى بتنا لا نراها بالعين المجردة.

 الغلبة تسود بالحديد والنار، والطغيان المدعوم بالدول الظالمة تملي علينا ما تريد في عالم بات يفتقد العدالة والإنسانية والضمير.

* * *

إن النهابين لا يخجلون ولا يستحون وهم يتحدثون عن الصمود والبطولة التي تذرع وعيهم المعمم بالجهل والغطرسة، فيما الحقيقة على الأرض تقول صارخة:

إن الانتصارات لم تعد تتعدى التباب، والنزيف، وحدود التمزيق المرسومة لهم، في وطن بات ممزقا ومتهالكا يتلاشى كل يوم.

إنه عهد موغل في القسوة البالغة حد الهمجية المتوحشة.. عهد الغلبة والفرعنة والطغيان.. عهد يعيدنا إلى حقبة عبودية أشد وطأة من كل العبوديات التي مرت في تاريخنا الأشد سوادا وحلكة.

عهد من قوّى صميله عاش.. عهد كل من ساد عمل مشتهاه.

* * *

لقد نجح كثير من القتلة والمحتالين والانتهازيين واللصوص والفاسدين في التغرير بنا وخِداعنا، بل وخداع شعوبهم معنا بمكر وخبث وتقية، حالما زعموا أنهم في مقام الخضر والأولياء الصالحين، بل والملائكة.

 فوثقنا بهم، واعتقد الكثيرون أن فيهم خلاصنا من ظلم أناخ أحماله الثقال على كواهلنا المتعب.

 وإذ بنا نكتشف بعد حين بكلفة باهظة أنهم مسكونون بخبث ومكر عميق، وشر كبير يهد حيل الجبال إن تمكّن أو استتب له أمر وسلطان..

تجربة أمر من المُر، وأشد علينا من النار الحامية، عشناها وما زلنا نعيشها نحن وشعبنا إلى اليوم.

 والأكثر حزنا ومأساة أن ما زال بعضنا منجرا بكل قواه إلى مزيد من السقوط في الهاوية، منفذا أجندات الحرب بحماس أشد من الحرب نفسها وبالحماقة كلّها، ومهرولا بسرعة العاصفة إلى ما هو أقبح وأبشع.

 وبعضنا بات ملكيا أكثر من الملك بدافع من سلطة أو مال أو مجد زائف.

* * *

المؤامرة باتت أكبر منّا ومن الوطن، وصيتنا للأجيال القادمة أن لا تقع بما وقعنا فيه إن بقي للوطن وجود أو بقايا.

 يجب أن تتعلم الأجيال والشعوب مما حدث، حتى لا تعود، ولا يتكرر المشهد، ولا يتكرر التاريخ بصورة المهزلة الأكثر كُلفة ومأساة.. وحتى لا تدفع الثمن الكبير والمضاعف..

احذروا ألف مرة ممن يتقمص التقوى، ويتعمم الفضيلة والصلاح، وفي داخله تمنت الشرور كلها أن تسكنه وتستوطنه لتطيح بالحياة كلّها.

* * *

تدمير البقية الباقية من أطلال الدولة أهون لديهم من الانكشاف والمحاسبة.

الهروب إلى الأمام لن يكون إلا هروبا إلى الجحيم والنهايات المأسوية الأشد كارثية.

* * *

ومع ذلك تظل إرادة الشعوب أقوى وأعتى، وهي من تصنع نهاية كل ظالم، وقادرة أن تصنع ألف قيامة وتطيح بكل طغيان.

 ولكن كل شيء في هذه الحياة يأخذ دورته.. ولادة وذرة وكهولة حتى يصير في خبر كان، مهما بلغت يوما قوته وسطوته وطغيانه.

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك