وضاح العوبلي

وضاح العوبلي

تابعنى على

انتكاسة الحوثي بمأرب وتنازلات إيران بفيينا

Tuesday 14 December 2021 الساعة 07:32 am

الموقف العسكري للحوثيين في جبهات مأرب يُترجم في مواقف إيران بشأن المفاوضات النووية في ڤيينا. 

آخر المواقف الإيرانية هي: 

قبول إيران ببحث الالتزامات النووية قبل رفع العقوبات، بعد أن امتنعت إيران عن بحث هذا الجانب من الالتزامات قبل رفع العقوبات عنها، وهو ما قبلت به الآن بعد أن أدركت -على ما يبدو- استحالة تمكن أدواتها من إسقاط مأرب.

وهذا ما يوحي به موقفها الأخير واللافت الذي قدمت فيه تنازلات ما كان لها أن تقدمها لولا كبح جماح أدواتها المليشاوية جنوب وغرب مأرب.

أعتقد أن ما جرى ويجري في هذه الجبهة منذ أسابيع، مجرد محطة من محطات الانتحار الحوثية التي شهدناها وعايشناها خلال العامين الأخيرين. 

الثابت هو الآتي:

لم يحقق الحوثي تقدمات في الجبهات التي يواجه فيها مثل هذه المقاومة، وأن حصل تقدم طفيف فإن فاتورته تكون مكلفة على الحوثي، ويصعب على من تبقى من مليشياته الثبات في تلك المواقع التي وصلوا إليها بهذه التكلفة وفي ظل هذه المقاومة. 

التقدمات التي حققها الحوثي سابقاً في بعض الجبهات، كانت بفعل خيانات وانسحابات، وهذا ما رأيناه في نهم والجوف وقانية وبيحان. 

لكنه بالمقابل متعثر في الكسارة وقبالة البلق القبلي وذنه منذ عام، ومثلها كان متعثراً في رحبة وماهلية أمام قبائل مراد لمدة عام، وهذه جبهات واجه فيها مقاومة حقيقية، قبل ان يحصل على ثغرة الالتفاف والخيانة، من بيحان وحريب وصولاً إلى الجوبة خلال سويعات وبلا أي مقاومة. 

هل كان تقدم الحوثي في نهم ناتجاً عن معركة أو مواجهة حقيقية؟

في الحزم؟

في قانية؟

مؤخراً في بيحان وعسيلان وحريب؟

كلها تقدمات ندرك جميعاً حقيقتها، ودعونا وندعو الشرعية والتحالف للتحقيق فيما جرى في كل هذه الجبهات، ومحاسبة ومعاقبة المتسببين بها من القيادات.

*  *  *

نزع عوامل التوتر وعناصر الاستفزاز وتنقية المسارح القتالية من هذه "العوامل والعناصر" يعتبر أمرا في غاية الأهمية، لتعزيز الانسجام وتوحيد الجهود وحشد الطاقات، باتجاه معركتنا الوطنية. 

يناط بقيادة الشرعية أن تتبنى هذه السياسات، وتصدر قرارات جمهورية بهذا الاتجاه على وجه السرعة. 

كنا وما زلنا نرى أن كل عوامل النصر متوفرة ومتاحة، وتتطلب تفعيلها وترتيبها واستيعاب كل الإمكانيات والقدرات بمختلف توجهاتها وانتماءاتها وتوجيهها للاسهام الفاعل في معركة استعادة الجمهورية والوطن من براثن الإمامة. 

كل إمكانيات معركتنا الوطنية باقية ومستمرة، وركائزها صلبة ومتينة.

وسندرك يوماً أن ما مر كان عبارة عن تلاعب وعقم سياسي، انعكس سلباً على واقع الميدان العسكري، لكن هذا لن يستمر إلى ما لا نهاية، فالأحرار والثوار واليمنيون الأقحاح لهم رؤيتهم ولهم برنامجهم الوطني، ولهم توقيتهم المناسب لتنفيذه على الأرض. 

عندما نتحدث هنا عن الأحرار فنحن لا نقصد فئة أو حزبا او قوة او قوى معينة، فالأحرار هم الأحرار، وسترون دورهم وانجازاتهم، في الوقت المناسب، وهم موجودون في كل الجبهات وضمن كل القوى، الا انه سيأتي الوقت الذي تجدونهم يخرجون من اوساطكم لتحقيق ما عجزت عنه سياسات الحقد السطحية، التي فرقت وفككت ومهدت الطرق للاعداء، واستنزفت القدرات الوطنية في مسارات خاطئة وعبثية، وكان لها الدور الكبير والجوهري في وصول الأوضاع إلى ما وصلت إليه اليوم.

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك