الحوثيون والدكتور المقالح.. لا تختبروا كهلاً يعرفكم منذ ستة عقود!!

السياسية - Sunday 17 November 2019 الساعة 07:24 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

يدرك الحوثيين أن الدكتور عبد العزيز المقالح (1937م) أحد أيقونة ثورة 26 سبتمبر 1962م، التي أوقفت عجلة "الإمامة" لأكثر من أربعة عقود، لا يتفق معهم تماماً، إذ لا يمكن لرجل خاض تجربة في الفكر والشعر والتعليم الجامعي والنشاط الاجتماعي والسياسي والفعل القومي والثوري، أن يكون يوماً ما في صفهم أو واحدًا منهم مهما كانت الظروف وتحت أي مسمى.

ذلك الإدراك لا يكفي، فقد غاب عن أذهان الجماعة شيء فطري أو بديهي بأن المقالح؛ مرغماً يقبل بتلك "الزيارات" الممنهجة والتقاط صور السلفي، سواء مع الراحل (صالح الصماد) (1979_ 19 أبريل 2018م) وهو المسؤول السياسي للجماعة أو حتى مع (محمد علي الحوثي) (14 يوليو 1979) الذي لا يشكل رقما ثقافيا مقابل ما يمتلك من ميزانية جعلت منه الرجل الأول، وصاحب النفوذ والعلاقات الواسعة، بل والمسيطرة على مشهد التعبئة و"الجهاد" اللذين من خلالهما، استطاع أن يدفع بكثير من أبناء القبائل عن طريق الوجاهات من خلال زياراته المتكررة وخطاباته.

الرجل لا يطيقهم بتاتاً، أو بالأصح لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبدي ولو ذرة من التعاطف معهم ككيان أو كمشروع أو كسلطة، سواء وهم بهذا السوء أو بقبعة (جيفارا)، وهذه "بديهية" مطلقة لا يمكن تجاوزها، وهو ما يحاول الحوثيون تفكيكها بالصورة التقليدية التي يظهرون بها.

هناك من أوعز إلى محمد علي، الذي كان آخر نرجسيته أو طموحاته التقاط صورة في لحظة فارقة مع أستاذ الأجيال وشاعر اليمن الكبير عبد العزيز المقالح.

بينما كان الأحرى به أن يوعز إليه إطلاق من 20 إلى 50 معتقلا على أقل تقدير، في ذكرى "المولد النبوي"، ممن تم اختطافهم من بيوتهم أو مقرات عملهم، وجعلهم جزءاً من صفقات للمساومة وتبادل الأسرى، في حالة نادرة بل استثنائية.

جائزة المقالح

تبدو الزيارة الأخيرة من قبل سلطة الأمر الواقع في صنعاء للمقالح الذي شغل منصب رئيس جامعة صنعاء لأكثر من عقد من الزمان، بمثابة تشييع له وتشويه لتاريخه لا أكثر، فالرجل لم يعد في هذا السن وقد انحنى ظهره بحاجة ل"جائزة" أو ألقاب ودروع من سلطة تمارس كل أنواع القمع، ومظاهر الفساد، والإرهاب، والتجويع.

يقول محمد عبد الوكيل جازم، وهو أحد موظفي مركز الدراسات والبحوث الذين أسقط الحوثيين اسمه من كشوف الراتب، لا يمكن للرجل نسيان مشهد اعتقال الإمام لأبيه وزجه في السجن، ومن ثم اعتقاله هو وعمه وعمته وجدته والعديد من أسرته.

يضيف: هذا ما تحدث به المقالح نفسه ذات يوم، إذ إنه قد يتساهل في أي شيء إلا موافقة هؤلاء على أن يعودوا حكاماً لليمن.

استقطاب سبقه تزوير

تدرك الحركة الحوثية أهمية الرجل كرمزية فكرية وأدبية وقومية، لذا بدأت منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء ب"تزوير" عديد من المقالات، والمقولات، والقصائد، ونسبها إلى الشاعر عبد العزيز المقالح، وهو جزء من شغل نفسي لتجميل صورة الجماعة وتهيئتها لزمام الأمور.

اليوم لا تبدو الجماعة أكثر من "غول" دمر المجتمع، وزرع فيه الكراهية والتحريض والعصبية والمذهبية المقيتة، لتكون بذلك قد سقطت أخلاقياً لمجرد عزل المجتمع عن العالم وقطع المرتبات لأكثر من 3 أعوام، وتنفيذ أحكام الإعدامات خارج القانون، وعدم السماح للأحزاب بممارسة أي نشاط سياسي، وتعطيل العمل بالدستور والقوانين.