انتقل من بيت الفقيه إلى المخا.. هكذا نقل محمد واقعه من طابور البطالة إلى رصيف العمل

المخا تهامة - Tuesday 08 October 2019 الساعة 08:44 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

قبل سنوات كان محمد يوسف يوشك أن يتحول إلى رقم ضمن قائمة البطالة، بعد أن سُدت كل الطرق أمامه في حصوله على عمل في منطقته الريفية ببيت الفقيه.

كان فاقداً للأمل ومعدماً للحيلة، وليست هناك من وسيلة تمكنه من تغيير واقعه، وما زاد من إحباطه هو أن أغلب المحلات التجارية التي طرق بابها في مركز المديرية، عادة ما كانت ردودها سلبية عند سؤالها عن حاجتها لعامل، لذا فكر في طريقة للخلاص من ذلك، بدلاً من الانتظار.

فر خارج بلدته الريفية، متوجهاً نحو المخا، المدينة التي فتحت ذراعيها لذلك الشاب فحصل فيها على عمل في أحد الأفران.

نهاية كل شهر كان يوسف يقسم الأموال التي يكسبها لقاء عمله، ما بين مصروفه الشخصي وعائلته وصندوق الادخار.

يقول يوسف لنيوزيمن، ادخرت في كل عام مبلغاً مناسباً، واستمررت في ذلك طيلة عشرة أعوام، ثم بدأت في تأسيس مشروعي الخاص.

افتتح بقالة في سوق القات، وكانت أكثر مبيعاته من المثلجات، واستمر في ذلك طيلة ثلاثة أعوام، تمكن خلالها من توسيع تجارته، لكن قدوم مليشيات الحوثي إلى المخا، تسبب في تدمير كل شيء.

يضيف يوسف: توقفت الكهرباء مع مجيء المليشيات، وأجبرت على شراء مولد كهربائي، لكن مولد الكهرباء لا يمكنه العمل خلال 24 ساعة، فضلاً عن الأعطال المستمرة التي كان يتعرض لها، وما يأخذ من وقت لإعادة إصلاحه، مما كان يتسبب في تلف أغلب المواد المخزنة في ثلاجات التبريد.

كما كثرت الجبايات، وانخفضت المبيعات، لذا قرر تصفية البضائع وإغلاق المحل بشكل نهائي.

استمر إغلاق محله طيلة عامين، وعندما تم تحرير المخا من مليشيات الحوثي، رآه الشاب، البالغ من العمر 30 عاماً، نصراً آخر بالنسبة له سيفتح له آفاقاً جديدة.

بدأ في افتتاح محل صغير في المدينة القديمة، لبيع المواد الغذائية ومياه الكوثر والثلج على المواطنين.

يقول يوسف، وهو يقف خلف طاولة صغيرة في واجهة المحل، في هذا المحل تختفي أوجاعنا وقهرنا التي عشناها أثناء تواجد مليشيات الحوثي، وتنسينا همومنا، عشنا الحرمان، لكننا تمكنا من تخطي ذلك والعودة إلى ما كنا عليه من قبل.