التُحيتا تُعاني ولا مُعين حتى السلطة المحلية: المستنقعات والقمامة تخنق السكان بالأوبئة وتأخر المياه مشكلة بلا حل

المخا تهامة - Friday 04 October 2019 الساعة 10:56 am
التحيتا، نيوزيمن، خاص:

تعاني مدينة التحيتا مركز المديرية الساحلية في جنوبي الحديدة، علاوة على الحصار الحوثي والألغام والمتفجرات التي تطوق المدينة والطرقات الرئيسية التي تربطها بمناطق المديرية والقصف المتواصل على الأحياء السكنية، من ضعف في الخدمات الصحية وضعف البنية التحتية للخدمات الرئيسية ومنها شبكة المجاري والصرف الصحي.

وضاعف من المعاناة والمخاطر المحدقة بالمدنيين تكدس القمامة والمخلفات في أنحاء المدينة ومداخل وأطراف ووسط الأحياء السكنية على مدى أشهر طويلة دون تدخل يحد من الخطر بالمعالجات الأولية عبر رفع المخلفات وتفعيل أعمال النظافة.

غير أن المشكلة ازدادت سوءًا مع تشكل المستنقعات المائية ومخلفات الأمطار التي تملأ المدينة ما زاد من خطر انتشار وانتقال الأوبئة مثل الملاريا والكوليرا في الوقت الذي تبذل جهود من قبل طواقم الهلال الإماراتي لمكافحة الأوبئة في التحيتا والمديريات الساحلية.

وكان نيوزيمن قد أفرد تحقيقاً خاصاً باستيطان مشكلة القمامة والمخلفات في مدينة التحيتا وأثرها السلبي على الصحة العامة والسكان والبيئة.

يشكل غياب وتأخر المجلس المحلي والسلطات المحلية والمكاتب الخدمية في المديرية والمدينة وتأخرها جميعاً عن مباشرة مسئولياتها أهم عوامل التردي الرهيب في الخدمات الأساسية وتكرس مشكلات مزمنة وخطيرة مثل المخلفات وتلال كبيرة من القمامة وسط المساكن والأحياء والأسواق العامة وانتشار الأوبئة بزيادة في موسم الأمطار وانتشار المستنقعات وطفح المجاري.

وإلى كل ذلك يعاني السكان مؤخراً، بصورة مستمرة، من توقف وتأخر المياه من المشروع الرئيس في المدينة. يرجع القائمون على تشغيل المشروع السبب إلى تأخر أو نفاد الوقود (الديزل) من وقت لآخر. يتكفل الهلال الإماراتي بوقود المشروع منذ تحرير المدينة قبل عام كامل. لكن المشكلة تتكرر وتتكرر الشكاوى من انقطاع المياه باستمرار ولأيام. اليوم هو الثالث توالياً على وصول المياه للمنازل هذا الأسبوع، حسب سكان ومواطنين.

انقطعت المياه الأسبوع الماضي ستة أيام متواصلة. معظم الناس هنا والمواطنين من محدودي الدخل وليس لديهم أي تدبيرات احتياطية لتوفير وحفظ المياه لأكثر من احتياج يوم واحد. وليست هناك أي مصادر بديلة ومتاحة لجلب المياه أو صهاريج تتوزع على الأحياء لتزويد السكان بالمياه يومياً.

يتبنى ناشطون من التحيتا في صفحاتهم بالفيسبوك الإعلان عن تبرعات من مغتربين لتوفير وقود لمشروع المياه من وقت لآخر. لكن ليست هناك حلول جذرية أو بالحد الأدنى من قبل إدارة المديرية ومجلسها المحلي الذي يبدو بعيداً جداً وغير معني بالمرة بواقع المديرية ومشاكل أكثر من عشرة آلاف نسمة هم سكان المدينة التي أضيفت عليها أعداد كبيرة من النازحين من قراهم ومناطقهم الريفية بسبب الحرب والقصف والتغول الحوثي وحقول الألغام.

مؤخراً، ومع بداية العام الدراسي استخدمت غرف المبنى القديم لإدارة المياه كفصول لاستئناف الطلاب في الصفوف الأولى العملية الدراسية التي توقفت لعام ماض. لكن المشكلة تكمن في تجاور الغرف مع أكوام كبيرة من القمامة والمخلفات التي تعتبر مصدر تهديد حقيقي لصحة الصغار ومصدراً للأوبئة وتركز البعوض الناقل.

مشاكل التحيتا جمة وكثيرة وبالإمكان التعامل معها بالمعالجات المناسبة مع توافر جهات مستعدة أن تمنح وتمول. لكن المناشدات والنداءات جهة السلطات المحلية وأعضاء المجلس المحلي والمسئولين من المدينة نفسها لا تجدي نفعاً حتى الآن.