دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر(1): يوسف الشحاري

المخا تهامة - Tuesday 17 September 2019 الساعة 11:43 pm
نيوزيمن، كتب/ أ.د عبدالودود مقشر:

وصف المؤرخ المفتي زبارة الضابط يوسف محمد الشحاري أنه: (من الضباط الأحرار وأمثاله قد جمعوا الدنيا، وهو عفيف نزيه لم يجمع شيئاً، وهو أديب شاعر خفيف المؤنة، متواضع، انتخبته الحديدة بأغلبية ساحقة مراراً لمجلس الشورى والشعب)، وعقب المفتي مطير عن ابن مدينته في كتابه الدرة الفريدة (وهو رجل غيور على دينه ووطنه وله جملة قصائد حماسية، شجاع لا يخاف في الله ووطنه لومة لائم).

وذكر الأصبحي في مذكراته أنه من الأحرار القدامى فقال: (وزملاء الإذاعة منهم الأستاذ القدير يوسف الشحاري الذي كان مديراً للإذاعة، والأستاذ الشحاري من ضباط كلية الشرطة ومعلم وشاعر إلى جانب أنه يعتبر من الأحرار القدامى.. ولا يزال شريفاً نظيفاً، تولى عدة مناصب، وسافرت معه مرتين، مرة عندما كان وكيلاً لمجلس الشورى أولاً وأخرى عندما صار وكيلاً لمجلس الشعب التأسيسي لم أجد مثله أحداً في أخلاقه في سفره).

عُدّ يوسف الشحاري من الأحرار الشرفاء الذين انضموا إلى المؤسسة العسكرية من أبناء تهامة مبكراً، فقد تم اختياره على يد البعثة المصرية بقيادة الرائد عبدالله حامد من ضمن مائة طالب تخصصوا في شؤون الأمن العام في مدرسة الشرطة بتعز، فدخل ضمن تنظيم الضباط الأحرار وكان أحد أعضائه بالحديدة، وقام بدور مهم للتحضير للثورة والإعداد والتجنيد لها من شباب تهامة، أما (أعمال فرع ضباط الأحرار بالحديدة ليلة الثورة، فبناءً على التوجيهات والتعليمات الصادرة من القاعدة التأسيسية واللجنة القيادية بصنعاء وبناءً على دراسة الموقف العام والموقف الخاص بالمنطقة تم إقرار التالي:

-القبض على نائب الإمام وأعوان الحكم الإمامي في كل مناطق اللواء.

-السيطرة على الميناء من قبل عناصر التنظيم بالقوات البحرية.

-احتلال المطار والسيطرة عليه.

-وضع قوة متحركة للدورية على طريق صنعاء الحديدة.

وضع قوة ثابتة كاحتياط لأي طارئ ضمن عملية المراقبة للشاطئ.

-إنهاء فعالية الحرس الملكي ووحدات الحرس الملكي.

-الاستعانة بشباب المنطقة من الناحية الإعلامية، وذلك من خلال عبد الله مقبول الصيقل ويوسف هبة وإبراهيم صادق وغيرهم من العناصر الواعية التي كان للتنظيم بالحديدة علاقة بها، هذا وقد كان وضع هذه الترتيبات تحت إشراف الزعيم حمود الجائفي حتى طلوعه صنعاء لليوم الثاني للثورة، وقد استمر الإخوة الآخرون في أداء مهامهم تحت قيادة عضو اللجنة العليا للتنظيم الشهيد محمد الرعيني).

بذلك قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م/ السابع والعشرين من ربيع الثاني 1382هـ منهية عهد الإمامة البائدة في اليمن بكل ما تحمله من آلام لليمنيين وفتحت صفحة جديدة من التاريخ وتاريخ اليمن والوطن العربي المعاصر.

ملخص لترجمة حياته

يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن حسن الشحاري، من بيت اشتهر بالعلم بالحديدة وقول الحق لا يخافون أحداً من أرباب الدولة فمن دونهم، ولد يوسف في 1932م /1351هـ وتلقى تعليمه الأوليّ على يد والده، ثم درس بالمدرسة السيفية جميع المراحل التعليمية على يد العزي مصوعي وإبراهيم صادق ومحمود الكثري والفقيه عايش مدني وصغير سليمان وأحمد لقمان وكانجوني وثلة من المدرسين المصريين الذين كان لهم الأثر، فضلاً عن مدرسيه في توجهه السياسي، وفي 1373هـ/ 1954م أنهى دراسته الثانوية وتم ترشيحه ضمن مجموعة من زملائه للدراسة في كلية الشرطة بتعز التي تخرج منها في 1956م آخذاً الدبلوم، فتولى مدير أمن اللحية ثم بعد الثورة مديراً لأمن لواء الحديدة ثم مديراً للإذاعة بصنعاء، ورئساً لتحرير جريدة الثورة، وكبير المعلمين بكلية الشرطة، انتخب عضواً ووكيلاً لمجلس الشورى، ثم انتخب عضواً بمجلس الشعب التأسيسي، ثم انتخب عضواً في لجنة إعداد وصياغة الدستور للجمهورية، ترأس اللجنة العليا لانتخابات المجالس البلدية، وأعيد انتخابه عضواً ووكيلاً لمجلس الشورى 1987م ومن ثم عضواً لهيئة رئاسة مجلس النواب وعضواً للمجلس الاستشاري، تعرض للاعتقال مرات عدة، من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ونقابة الصحفيين، شاعر ثائر، وكاتب مقل، صدر له بعد وفاته "وعد ورعد"، توفي في السبت 17جمادى الثانية 1421هـ / 16 سبتمبر 2000م.