المخا.. نيران الأعراس تُذكِّر السكان بمظاهر حرب يحاولون تجاوزها

المخا تهامة - Monday 09 September 2019 الساعة 06:00 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

سُمع دوي الرصاص على نطاق واسع وبدأت زخاتها تملأ الآفاق، في مشهد ليلي مرعب لم يكن ضمن معركة عسكرية، إنما حفل زفاف أحد شباب المخا، وقد أُطلقت النيران بغزارة احتفاءً بذلك.

لم تكن هذه العادة سائدة من قبل، إنما طرأت حديثاً كسلوك مشين لم يراعِ أدنى قواعد الاحتفال بالزواج، والذي ليس مطلوباً أن تطلق النيران الخاصة بالمعارك، وإنما يفترض أن تكون هناك أجواء فرائحية أخرى، ليس الرصاص المتفجر بالطبع من بينها.

لكن الثقافة التي طرأت حديثاً أدرجت الرصاص من بين مظاهر الاحتفال، وهو أمر يتسبب بأذى لمواطنين آخرين، أكانوا على أسطح منازلهم أم في باحاتها هرباً من الحر الشديد، غير مدركين أنهم سيقعون ضحية ذلك الطيش.

بحسب إفادات أمنية، فإن سبعة أشخاص أصيبوا بجروح متفاوتة جراء تعرضهم للرصاص الراجع من بينهم طفل فقد إحدى عينيه عندما كان مستلقياً على سطح منزله.

عقب كل حالة إصابة يتعرض لها مواطن، يسارع أهالي المخا جميعاً بالقول إن ذلك السلوك مشين، لكن حينما يحين موعد زواج أحد الأقارب، فإنهم يتخلون مؤقتاً عن ذلك الانتقاد، ويبدأون في إطلاق النار وكأنّ شيئاً لم يحدث.

ليس سيئاً انتقاد أخطاء نمارسها، فالنقاش حول أي قضية، يعد قمة السلوك الحضاري، إنما السيء أن نظل نكرر اللوم على سلوك يومي سرعان ما نراه أمراً طبيعياً حينما يتعلق الأمر بنا.

كتب كثيرون حول ذلك، لكنني سأنقل عبارة رائعة لفتت انتباهي لناصر الحرازي، هو إن إطلاق النار في الأعراس يعد مظهراً من مظاهر الحرب لا مظهراً من مظاهر الفرح والاحتفال، وقد تسببت بأذى لآخرين.

ناصر وآخرون لا يسع ذكر أسمائهم دعوا إلى إيقاف ذلك، والتمست من كتابتهم أن الدعوات وحدها لا تكفي، إنما يفترض أن يكون للأمن يد في منع ذلك بالقانون، وهو ما دفعني للذهاب إلى إدارة الأمن.

مدير أمن المخا العقيد منير المحرمي، عبَّر عن غضبه لارتفاع وتيرة إطلاق النار، قائلاً إن إطلاق النار زاد بشكل كبير وإنه ينسق مع قيادة الشرطة العسكرية لوضع معالجات سريعة.

المحرمي أكد وصول بلاغات عدة لإدارة الأمن تفيد بتعرض عدد من الأشخاص لإصابات خطرة ناجمة عن إطلاق الرصاص، وهو أمر يستدعي القيام بخطوات عملية سيجري التنسيق بشأنها أيضاً مع عقال الحارات لضبط المتسببين.

نأمل أن تكون الخطوات حاسمة وسريعة في ضبط مطلقي النار، كما نأمل أن تكون رادعة بحيث تحفظ حياة الناس.

> المخا.. الرصاص الراجع خطر يدفع ثمنه الأبرياء