605 جرائم بإحصاء الحوثي و819 بإحصاء المعارضة.. "اللواء الأخضر" تغرق بالدم

الحوثي تحت المجهر - Friday 07 October 2022 الساعة 03:54 pm
إب، نيوزيمن، خاص:

تكاد السمة الأبرز حالياً لمحافظة إب، وسط اليمن، هي الانفلات الأمني المريع الذي أصبح يرعب سكان هذه المحافظة الخضراء التي كانت قبل الحرب قبلة السائحين والباحثين عن الأمان والاستجمام وقضاء الراحة والاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة، وأصبحت اليوم محافظة مليئة بلون الدم.

إب، التي أطلق عليها اللواء الأخضر لاكتسائها بالمساحات الزراعية الواسعة على مدار العام أصبحت اليوم تغرق بالدماء بسبب الأوضاع الأمنية المنهارة جراء سيطرة ميليشيا الحوثي، الذراع الإيراني في اليمن، حيث باتت المحافظة تسجل أرقاماً قياسية في ارتفاع معدلات الجريمة وسط جهود لا تكاد تذكر من قبل الأجهزة الأمنية التي دمرت عقب سيطرة تلك الميليشيات.

وباتت المحافظة تصحو بشكل مستمر على واقع جريمة جديدة تؤكد فقدان الأمن والأمان الذي كانت تمتاز به المحافظة على مدى سنوات طويلة قبل أن تجتاحها هذه العصابة وتمارس بحق أبنائها أبشع الجرائم والانتهاكات.

خلال اليومين الماضيين فقط سجلت المحافظة وقوع جريمتين بشعتين راح ضحيتهما عدد من الأبرياء، الأولى قيام أحد المسلحين المعروفين بتبعيته لميليشيا الحوثي بتفجير قنبلة يدوية مستهدفا مواطنين في شارع الجامعة بمديرية الظهار، ما تسبب في جرح عدد من المتواجدين حالة اثنين منهم خطيرة.

المسلح كان يستقل دراجة نارية أثناء تنفيذه للهجوم، وتمكن من المغادرة بسلام من الموقع دون أن تقوم الأجهزة الأمنية الخاضعة لسيطرة الحوثي باتخاذ أي إجراءات لتعقبه وضبطه واكتفت فقط بتسجيل الحادثة في محضر وتقييده ضد مجهول.

في مديرية مذيخرة، جنوب غرب المحافظة، أقدم مسلح آخر على إطلاق النار على مواطنين بشكل مباشر في منطقة راوات نتيجة خلافات على قطعة أرض رفضت السلطات الحوثية في المحافظة عبر المحاكم الخاضعة لها أن تفصل فيها منذ 3 سنوات.

بحسب المصادر فإن النزاع على الأرض ومماطلة المحكمة أدى إلى ارتفاع حدة النزاع بين الأطراف المتصارعة، وأن إطلاق النار تسبب في جرح 3 أشخاص.

فلتان أمني زادت معه حدة الجريمة وأعمال القتل والنهب والسطو التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق المواطنين في مختلف مديريات المحافظة، وباتت إحصائيات الجرائم المرصودة والمسجلة فقط تتجاوز الأرقام القياسية غير المعهودة في المحافظة.

أرقام مفزعة لحالات الجرائم في إب وباعتراف ميليشيات الحوثي نفسها وفقا لتقرير نشرته الأجهزة الأمنية في المحافظة في سبتمر الماضي كشفت فيه تصدر محافظة إب لمعدل الجريمة على مستوى المحافظات الأخرى بواقع 605 جرائم تنوعت بين القتل والإصابة والسرقة والاعتداء والنهب وجرائم النصب وأخرى مختلفة.

التقرير الأمني الحوثي اقتصر على إحصاء الجرائم التي ارتكبها المواطنون واعتبرها إنجازا أمنيا لهم باعتبار أن مرتكبي تلك الجرائم أصبحوا في قبضتهم، في حين أن هناك جرائم ارتكبتها عناصر وأطراف وقيادات حوثية وموالية لها في المحافظة أسقطت من تلك الإحصائيات، وفقا لما قاله نشطاء حقوقيون.

المركز الإعلامي لمقاومة إب في تقريره الحقوقي للستة الأشهر الأولى من العام 2022 كشف أن معدلات الجريمة حققت رقما قياسياً في زمن الحوثي، حيث تم توثيق 819 جريمة، موضحا أن هذه الجرائم حملت توقيع الميليشيات الحوثية، إضافة إلى جرائم الجنايات والفوضى الأمنية التي تديرها عصابات مسلحة منفلتة على علاقة بقيادات عليا داخل الميليشيات.

القائمون على التقرير ذكروا أن هذه الإحصائية أقل بكثير من الجرائم والانتهاكات الفعلية التي حدثت في محافظة إب، مشيرين إلى صعوبة الكشف عن جميع الانتهاكات جراء الظروف الأمنية والعراقيل، إضافة لتهديد أسر الضحايا بإجراءات انتقامية حال البوح عما طال أهاليهم.