"من ابن حميد الدين إلى ابن بدر الدين".. 26 سبتمبر سلاح اليمنيين لمواجهة الإمامة

السياسية - Sunday 25 September 2022 الساعة 09:18 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تحل الذكرى الـ60 من ميلاد ثورة الـ26 من سبتمبر بعد ثمانية أعوام من جائحة الحوثي، التي بذلت جهدا لطمس معالم الثورة والجمهورية لتعميد أركان الانقلاب وتنفيذ الأجندة الإيرانية وإعادة مشروع حكم الإمامة، في ظل انتهاجها سياسات التجويع والإذلال والقمع وفرض الجبايات واحتجاز الرهائن.

وتعمدت ذراع إيران الحوثية على استهداف ثورة 26 من سبتمبر 1962م بعد أن اختارت يوم الـ21 من الشهر ذاته سبتمبر -يوم انقلابها المسلح على الجمهورية في خريف 2014- عيدا بديلا لثورتها المضادة ضد الجمهورية، لإعادة الكهنوت عبر عهد نجل "بدر الدين" أسوة بعهد ابن "حميد الدين" البائد.

استهداف 26 سبتمبر عبر التعليم 

استبعدت مليشيا الحوثي الإمامية الموالية لإيران ذكرى عيد ثورة 26 سبتمبر 1962م من المناسبات الرسمية للجمهورية اليمنية في جدول الخطة العامة لقسم الأنشطة المدرسية ورعاية الشباب، وفي التقويم المدرسي للعام الدراسي الجديد 2023، وكرست جهودها لإقامة 19 فعالية معظمها طائفية، بينها (ذكرى مقتل الحسين، وذكرى مقتل زيد بن علي، وقدوم الإمام الهادي إلى اليمن، وذكرى 21 سبتمبر، وذكرى مقتل حسين بدر الدين الحوثي، وذكرى الصرخة، وذكرى الولاية "يوم الغدير"، وذكرى رحيل بدر الدين الحوثي) وغيرها.

وتسعى المليشيا عبر الاحتفال بـ"يوم الولاية"، و"الغدير"، وغيرها من المناسبات الدينية الطائفية إلى تأكيد أحقيتهم بالحكم دون غيرهم، كما كان يفعل أئمة السلالة الهاشمية المستبدة قبل قيام ثورة 26 سبتمبر.

وقامت سلطات الحوثيين بتعديلات جوهرية في الكتب المدرسية، خاصة مناهج المرحلة الابتدائية والأساسية والإعدادية والثانوية، ولم يقف الأمر عند هذا، بل عملت ذراع إيران على حذف دروس تتعلق بذكرى 26 سبتمبر في مواد (القرآن الكريم، التربية الإسلامية، والوطنية، والتاريخ) لتكيفها مع عقيدتها الطائفية.

وفرضت المليشيات الحوثية مؤخرا على طلاب وطالبات المدارس في المدارس الحكومية والأهلية في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها ترديد "الصرخة الخمينية" أثناء الطابور الصباحي في محاولة لجعلها بديلة عن "النشيد الوطني".

طمس معالم وشواهد مرتبطة بثورة 26 سبتمبر 

ومنذ استيلائها على السلطة عملت مليشيات إيران على طمس أهم المعالم والشواهد المرتبطة بثورة سبتمبر المجيدة وشرعت بشكل تدريجي على تغيير أسماء بعض الشوارع والمدارس والمستشفيات، وحتى القاعات الدراسية في الجامعات الحكومية والساحات والمتاحف والميادين واستبدالها بأسماء أخرى للصرعى من قياداتها السلالية في انتهاك سافر لرمزية ومكانة والدلالة التاريخية اليمنية، وسعيا منها لطمس الهوية الوطنية.

حيث قامت المليشيا الحوثية بتغيير اسم حديقة "الجندي المجهول" إلى حديقة "الشهيد الصماد"، عقب سنوات من اعتدائها السافر على النصب التذكاري للجندي المجهول، وتحويله إلى "ضريح الصماد"، وبناء مجسم كبير تحول إلى مزار كربلائي لأنصار الحوثيين، كما غيرت اسم "ميدان التحرير" الذي يرمز إلى الثورة والجمهورية ضد الإمامة وهزيمتها، إلى "ميدان الصمود"، و"شارع الزبيري" أطلقت عليه تسمية شارع "الرسول الأعظم".

وغيرت المليشيا اسم "مستشفى 48" الذي يخلد اسمه العام الذي شهد أول انتفاضة يمنية في القرن العشرين ضد نظام الإمامة عام 1948 إلى مستشفى "الصماد".

وفي سياق مساعيها لطمس الرموز الجمهورية الثائرة على الحكم الإمامي، ألغت المليشيا الحوثية اسم مستشفى "الشهيد العلفي" في مدينة الحديدة، وحولته إلى "مستشفى الساحل الغربي الطبي التعليمي" واستبدلت أسماء شخصيات وقيادات ثورية لها دلالات وطنية، أطلقت على المدارس الحكومية بصنعاء وحجة وعمران وعدة محافظات وفي عشرات القاعات الدراسية في جامعات صنعاء وذمار وعمران وإب بأسماء العديد من قياداتها.

وخلال الفترة الماضية، أقدمت المليشيات الحوثية عدة مرات على اقتحام مقر منظمة "مناضلي الثورة اليمنية" بصنعاء وقامت بنهب جميع محتوياته من سجلات ومخطوطات ووثائق تاريخية وبطولية وكل ما يتعلق بالثوار والمناضلين، علاوة على قيامها بإخفاء وسرقة مخطوطات تاريخية وأشياء ثمينة خاصة بتلك الأسماء ذات علاقة بـ الثورة والجمهورية من عدد من المتاحف اليمنية.

محاولات تشويه ووعي شعبي

تمارس مليشيا الحوثي حملة تشويه عبر وسائل إعلامها وناشطيها والذباب الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي ضد ثورة 26 سبتمبر، في المقابل أعاد اليمنيون التأكيد على ارتباطهم بالثورة وأهدافها ومبادئها، وصاروا في كل مناسبة سبتمبرية يعبرون عن هذا الوصل في أعراسهم إما بترديد النشيد الوطني وبث الأغاني الوطنية وتعليق يافطة كبيرة خلف العرسان تحمل رمزية "الطير الجمهوري”، أو عبر تأطير صورهم الشخصية فى صفحاتهم في التواصل الاجتماعي بشعارات الثورة.

ويقول الدكتور عبدالله صلاح أستاذ الأدب والنقد المشارك بكلية التربية جامعة ذمار: "ما كنا نحب ثورة (26 سبتمبر) ونعشقها من قبل كحبنا وعشقنا لها اليوم... وما كنا نعرف قدرها وعظمتها وفضلها علينا، كمعرفتنا بها اليوم".

ويضيف على منشور بصفحته على "فيسبوك": "وما إجماع اليمنيين اليوم على الاحتفاء بها، والالتفاف حولها، إلا دلالة إعزاز وإجلال وتقديس لها، وكذا، دلالة إدراك ووعي”.