طُرق تعز.. بند "السلام والحرب" في هدنة المكاسب الحوثية

تقارير - Monday 16 May 2022 الساعة 09:22 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

مع هبوط الرحلة القادمة من العاصمة الأردنية عمان لطيران اليمنية في مطار صنعاء الدولي عند 3.45 دقيقة بالتوقيت المحلي لليمن، مساء اليوم الاثنين، بدأ الحديث عن الخطوة المقبلة فيما يتعلق باستكمال تنفيذ بنود الهدنة الأممية، خاصة فيما يتعلق بفتح معابر تعز وغيرها من المحافظات.

عضو رئاسة الهيئة الاستشارية لمجلس القيادي الرئاسي عبدالملك المخلافي، تساءل، في منشور له على "فيسبوك"، حول استمرار الهدنة بدون أن تنعم مأرب بالسلام، وبدون فك حصار تعز؟

وقال المخلافي في أول تعليق من الجانب الحكومي على عودة الرحلات الجوية إلى مطار صنعاء، اليوم، "على الذين ينشدون السلام لليمن ومعالجة القضايا الإنسانية المترتبة على الحرب، أن لا يظنوا أن مأرب وتعز لا بواكي لهما".

وواصل متسائلاً: "هل تصمد هدنة بدون أن تنعم مأرب بالسلام، وهل هناك مصداقية لادعاءات الإنسانية بدون فك حصار تعز، ‏لا سلام بدون مصداقية؟ ‏السلام يجب أن يكون لكل اليمن.. السلام مصداقية وإخلاص لقضية السلام وليس خدعة واحتيالاً."

وكان المخلافي بارك لسكان صنعاء والمحافظات المجاورة انطلاق أول رحلة طيران بعد سنوات من عرقلة الحوثي للرحلات الإنسانية لرغبته في تحقيق مكاسب سياسية من معاناة المواطنين.

وأشار إلى أن الحوثي بقي حتى اللحظات الأخيرة يبتز الشرعية والمجتمع الدولي لتحقيق مكاسب سياسية لإدراكه حرصهما على تخفيف معاناة لا يبالي هو بها.

وتوقع العديد من المراقبين اليمنيين، عدم قيام الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة ايرانيا، بفتح طرق تعز، ولن يستفيد أبناء المدينة المحاصرة منذ سبع سنوات، من بنود الهدنة الخمسة التي استفادت منها الميليشيات بشكل كبير.

ووفقا للمراقبين فإن الحوثي لن ينفذ ما صرح به المبعوث الأممي إلى اليمن مؤخرا، بشأن تزامن تنفيذ بنود الهدنة، مشيرين إلى أن الحوثيين لا يعنيهم إغلاق كافة مطارات ومعابر البلاد بقدر ما يستثمر أنات المرضى وآلام الجوعى في محاولة لأنسنة عنصريته.

 وأوضحوا، بأن الطرف الحكومي لم يعد يملك تنازلات يقدمها من أجل استمرار الهدنة وتنفيذ بندها المتعلق بالطرقات، فقد قدم جميع التنازلات فيما يتعلق بتحقيق تنفيذ بنود الهدنة الأربعة المتعلقة بوقف إطلاق النار والتي استفادت منها الميليشيات التي ظلت تحشد وتعزز وتهاجم في جميع الجبهات.

وتنازلت الحكومة في بند إدخال سفن النفط إلى ميناء الحديدة بواقع 13 سفينة من أصل 18 تم تحديد دخولها خلال مدة الهدنة (شهرين) استفادت منها الميليشيات بتوفير مبالغ مالية طائلة تجاوزت الـ91 مليار ريال، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، فضلا عن تخزين كميات من المشتقات النفطية لصالح عملياتها العسكرية القادمة.

وفيما يتعلق ببند فتح مطار صنعاء، فقد تنازلت الحكومة بالسماح للحوثيين استخدام الجوازات الصادرة عنهم، في الرحلات، ما يعد مكسبا دبلوماسيا وسياسيا وماليا، وكذا عسكريا، حيث سيتم نقل العديد من المقاتلين الأجانب من وإلى مناطقهم.

أما بند فتح الطرق، خاصة في تعز، فلن يتم الاستجابة من قبل الحوثيين، وفقا للمراقبين، حيث لا تنازل من الحكومة يمكن تقدمه للميليشيات، لذا سيظل هذا البند يراوح مكانه، فيما بند تبادل الأسرى سيكون هناك ابتزاز ومفاوضات طويلة، وقد تجسدت ملامح المراوغات الحوثية من خلال رفضها استقبال الأسرى المفرج عنهم من قبل السعودية.

واليوم لم يعد أمام اليمنيين إلا الضغط ورفع أصواتهم عاليا لمطالبة الأمم المتحدة عبر مبعوثها لليمن، وكذا المجتمع الدولي والإقليمي المساند لمساعي السلام في اليمن، من أجل الضغط على الحوثيين لتنفيذ بقية بنود الهدنة قبل اتخاذ أي خطوات لتمديدها، وتخطي تنفيذ بنودها للذهاب نحو مسرحية مشاورات سلام جديدة.

دولياً، أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم، ترحيبه بتسيير الرحلات التجارية من مطار صنعاء، ودعا في بيان لسرعة بدء المفاوضات لإعادة فتح الطرق لا سيما إلى تعز التي يحاصرها الحوثيون.

الأمر ذاته عبرت عنه السفارة الفرنسية لدى اليمن والمتواجدة في الرياض، حيث قالت "حان الوقت لرؤية الحوثيين يقومون بخطوة أولى ملموسة لصالح السلام، وإعادةِ فتح الطرق في تعز دون تأخير".

وأكدت السفارة، في تغريدة على تويتر، دعمها الكامل للمبعوث الأممي في جهوده المبذولة للحفاظ على الهدنة واستئنافِ العملية السياسية.

أما الولايات المتحدة، التي رحبت بعودة الرحلات الجوية إلى مطار صنعاء، أكدت دعمها لاستمرار جهود مبعوثها الخاص لليمن تيم ليندركينغ، والمبعوث الأممي هانس غروندبرغ، لزيادة تحسين حرية الحركة داخل اليمن، بما في ذلك عن طريق فتح الطرق في تعز ومناطق أخرى.

من جانبه رحَّب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بانطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء ضمن تنفيذ اتفاق الهدنة، بعد ست سنوات من التوقف. 

وقال، في بيان نشره مكتبه الإعلامي: إن هذا هو وقت التضافر وبذل المزيد من الجهد للبدء في إصلاح ما كسرته الحرب، وتنفيذ جميع التزامات الهدنة لبناء الثقة والتحرك نحو استئناف عملية سياسية لإنهاء النزاع بشكل مستدام".

وأوضح أنه "يتم بذل جهود مكثفة لدعم الأطراف في الوفاء بجميع الالتزامات التي تعهدوا بها عند اتفاقهم على الهدنة". وأضاف: "كانت هذه الالتزامات في الأساس وعدًا لليمنيات واليمنيين – وعدًا بمزيد من الأمن، وبقدرة أفضل على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية، وبتحسين حرية التنقل داخل اليمن وإليه ومنه".

وشدد المبعوث الأممي على أن إحراز تقدم نحو فتح الطرق في تعز هو "أمر أساسي لتحقيق هذا الوعد".

وأعرب عن توقعه من الأطراف الوفاء بالتزاماتهم، بما يشمل الاجتماع على وجه السرعة للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات في اليمن وفقًا لبنود اتفاق الهدنة.

وفي الأخير، يبقى التساؤل الأكبر والأهم لدى اليمنيين جميعاً، هل تحظى تعز بفرصة فتح طريق، وليس "مطار"، أمام حركة السكان والبضائع، لإنقاذ ملايين يعانون الأمرّين نتيجة ذلك منذ سبع سنوات، أم أن لعنة سطوة "الهضبة" ستظل تلاحق أبناء "الحالمة" التي لا يعرف أبناؤها الكثر حول ترتيب أولويات قضاياهم، في ظل سطوة جاثمة على المناطق المحررة فيها من قبل جماعة مصنفة عربياً بـ"إرهابية"؟