على وقع انتصارات العمالقة في شبوة ومأرب.. اختبار سكان صنعاء بشائعات مقتل الحوثي

الحوثي تحت المجهر - Friday 14 January 2022 الساعة 08:39 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

لأغراض سياسية وأمنية وأهداف متعددة تسوّق مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- لشائعات عديدة بمقتل عدد من قياداتها، واندلاع اشتباكات مسلحة بين آخرين في الهرم القيادي للجماعة، وذلك من حين لآخر.

وخلال الأيام القليلة الماضية انتشرت على نطاق واسع شائعات بمقتل عبدالملك الحوثي، ومهدي المشاط، بالتوازي مع شائعات أخرى تتحدث عن اندلاع اشتباكات بين القياديين محمد علي الحوثي وأبو علي الحاكم.

ويعتقد الباحث الاجتماعي/علي الشريف، أن تسويق مليشيا الحوثي لمثل هذه الشائعات في أوساط سكان صنعاء والمحافظات المجاورة لها، يهدف إلى جس نبض المجتمعات المحلية في ظل التطورات الميدانية الأخيرة في جبهات شبوة ومأرب ودخول قوات العمالقة خط المواجهات هناك.

ويرى الشريف أن مثل هذه الأساليب تعبّر عن حالة من الارتباك تعيشها قيادات مليشيا الحوثي بعد مصرع الحاكم الإيراني في صنعاء حسن إيرلو، وتهديدات المتحدث باسم التحالف العربي العميد تركي المالكي، التي أشار فيها إلى (رصد أنفاسهم) خلال حديثه عن قيادات مليشيا الحوثي المشمولين بقائمة المطلوبين للتحالف.

وتعتقد مصادر سياسية في صنعاء تحدثت لـ(نيوزيمن)، أن مهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي للأعلى، أصيب بفيروس كورونا جراء مخالطته للقيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن ايرلو، في حال صحة رواية مصرع الأخير متأثراً بالفيروس.

معتقدة بأن المشاط وضع في عزل صحي غيبه خلال الأيام الماضية عن المشهد العام قبل خروجه يوم الأربعاء 12 يناير/ كانون الثاني 2022 مع المعين وزيراً للصحة القيادي الحوثي طه المتوكل.

بالمقابل لا يبدي الشارع العام في صنعاء والمحافظات المجاورة لها اكتراثاً بشائعات مقتل عبدالملك الحوثي أو مهدي المشاط، وغيرهما من قيادات مليشيا الحوثي، في ظل انهماك الناس بملاحقة محطات المشتقات النفطية وإسطوانات الغاز المنزلي، وأولويات احتياجات المعيشة من المواد الغذائية والأدوية وخدمات التعليم والصحة.

ويرى الباحث /علي الشريف في تفسيره لهذه الحالة ما يسميها بالقطيعة التامة بين سكان صنعاء وبين مليشيا الحوثي كسلطة افتراضية يعول عليها تقديم الخدمات للناس وصرف مرتبات موظفي الدولة، مقابل الجبايات والضرائب والجمارك وغيرها من الموارد المنهوبة.

وحسب الشريف، فإن انعدام إحساس مليشيا الحوثي بمعاناة المجتمعات المحلية، يبقيها في حالة عزلة تامة عن المجتمع، وفقدان للثقة والأمان، والقلق الدائم، الأمر الذي يدفعها لترويج مثل هذه الإشاعات كبالونات اختبار من جهة، ورسم حالة من القداسة المزعومة لعدد من قياداتها بعد إظهارهم علناً.

إلى ذلك يرى سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، أن مليشيا الحوثي سربت كماً هائلاً من الأخبار على رأسها مقتل المشاط وعبدالملك ومحمد علي وغيرهم، وذلك بالتزامن مع انتكاساتهم في شبوة ومأرب.


مشيرا إلى أن غرضهم من انتشار هذه الشائعات، إخراج القتيل بعدها مكذبا للشائعات "لتحقيق نصر إعلامي، مقابل الانتكاسة الميدانية"، وأضاف جميح على (تويتر) "مات الحوثي أو عاش، فهو مجرد ذيل إيراني بخنجر يمني".